الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"لبنان من فوق".. الجيش اللبناني يطلق رحلات جوية سياحية لدعم ميزانيته

"لبنان من فوق".. الجيش اللبناني يطلق رحلات جوية سياحية لدعم ميزانيته

شارك القصة

تقام الرحلات على متن طوافة من طراز "رايفن" من قاعدتي عمشيت ورياق
تقام الرحلات على متن طوافة من طراز "رايفن" من قاعدتي عمشيت ورياق (مواقع التواصل)
قال مصدر عسكري إن هدف الرحلات هو "تشجيع السياحة اللبنانية بطريقة جديدة، إضافة إلى دعم القوات الجوية".

يطلق الجيش اللبناني الخميس المقبل رحلات جوية مخصصة للمدنيين للتجول فوق لبنان، في خطوة من شأنها توفير عائدات مالية للقوات المسلحة التي طالتها تداعيات الانهيار الاقتصادي المتمادي في البلاد.

وعلى وقع أزمة اقتصادية غير مسبوقة، صنّفها البنك الدولي من بين الأكثر شدة في العالم منذ عام 1850، وسط شلل سياسي مزمن، لم تسلم مؤسسة الجيش من تبعات الانهيار، وباتت تحتاج إلى دعم حتى لتوفير الطعام والطبابة لعناصرها.

"لبنان من فوق"

وأفاد الجيش على موقعه الإلكتروني عن بدء تسيير رحلات بعنوان "لبنان.. من فوق" في الأول من يوليو/تموز، على متن طوافة من طراز "رايفن" من قاعدتي عمشيت ورياق.

وعلى الراغبين أن يسجلوا أسماءهم على منصة خاصة، على ألا يتجاوز عدد ركاب الرحلة الواحدة التي تبلغ مدتها 15 دقيقة ثلاثة أشخاص، مقابل بدل مادي قيمته 150 دولارًا أميركيًا تُدفع نقدًا.

وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس" إن هدف الرحلات "تشجيع السياحة اللبنانية بطريقة جديدة، إضافة إلى دعم القوات الجوية".

وبعدما خسرت الليرة تدريجيًا أكثر من 95% من قيمتها أمام الدولار، أصبح راتب الجندي العادي يعادل أقل من مئة دولار مقارنة مع نحو 800 دولار قبل بدء الأزمة في صيف العام 2019. واضطرت قيادة الجيش قبل عام إلى حذف اللحوم من وجبات العسكريين، قبل أن تعتمد تقشفًا كبيرًا في موازنتها.

مساعدة عاجلة

واستضافت فرنسا منتصف الشهر الحالي مؤتمرًا دوليًا خصصته لدعم الجيش اللبناني، فيما لا يزال المجتمع الدولي يمتنع عن تقديم أي دعم مادي، في انتظار تشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاحات أساسية.

واتفق نحو 20 بلدًا في مؤتمر باريس على تقديم مساعدة عاجلة للجيش لدوره “الأساسي في استقرار البلاد".

ورفع الجيش وفق مصادر فرنسية إلى المجتمعين "حاجات محددة جدًا" على صعيد المواد الغذائية من حليب وطحين وغيرهما وأدوية إضافة إلى قطع غيار لصيانة العتاد ووقود تقدر قيمتها "بعشرات ملايين اليورو".

وغالباً ما تُخصّص مساعدات مماثلة لدول غارقة في النزاعات أو تواجه كوارث طبيعية. وتعكس الاحتياجات الملحة "الطابع الحرج" للوضع داخل المؤسسة العسكرية، التي حذّرت قيادتها مرارًا من تداعياتها على القيام بواجباتها العسكرية في حال ازداد الوضع سوءًا.

وقال قائد الجيش جوزف عون، وفق مقطع مصور نشرته قيادة الجيش على تويتر الشهر الحالي، "نقوم بالمستحيل حتى نخفف المعاناة والأعباء الاقتصادية عن العسكر".

الجيش مُهدد بأسوأ الانهيارات المالية

وكان "​البنك الدولي​" قد حذّر في يونيو/حزيران الجاري من أن "الجيش اللبناني مُهدد الآن بأحد أسوأ الانهيارات المالية". وكشف أن "الانهيار الاقتصادي في لبنان يشكل ضغوطًا غير مسبوقة على القدرات العملياتية للجيش".

وفي هذا الصدد، أكد العميد المتقاعد ناجي ملاعب من بيروت، أنه لولا المساعدات الأميركية ومن بعض الدول العربية لانهار الجيش منذ فترة.

وفي حديث لـ"العربي" يشير ملاعب، إلى أن الموازنة المخصصة للجيش اللبناني تكفي فقط للرواتب ولبعض الأمور اللوجستية.

ومنذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب، يعتمد الجيش إلى حدّ كبير على مساعدات غذائية أبرزها من فرنسا ومصر والولايات المتحدة وتركيا. كما قدّمت دول أخرى مساعدات طبية ووقودًا بينها العراق.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، أ.ف.ب
تغطية خاصة
Close