تلاحق الأزمات اللبنانيين من كل صوب حتى إنها وصلت إلى متاجر المواد الغذائية في أزقة بيروت مع تفاقم أزمة الكهرباء في البلاد.
ويأتي انقطاع التيّار الكهربائي المتواصل ليهدد بعض المنتوجات في متاجر المواد الغذائية بالتلف.
فقد تحافظ نسمة باردة في طقس حار ولو مؤقتًا على الخضروات والفاكهة، لكنّها لن تحافظ على المنتوجات الأخرى التي تحتاج إلى تبريد مكثّف.
وتقول ليلي، وهي صاحبة متجر لبيع المواد الغذائية إنها اعتادت على عرض مختلف أنواع الألبان والأجبان في متجرها، لكن ذلك تعذّر الآن بسبب انقطاع التيّار الكهربائي المتكرّر. كما تشتكي من توقف المولدات الكهربائية الخاصة عن تأمين الكهرباء في ساعات الليل.
المولدات الخاصة تفرض تقنينًا قاسيًا
وبات تقنين قاس يطال المولدات الخاصة بسبب ارتفاع أسعار مادة المازوت المشغّلة للمولدات، بحسب أصحابها. وقد ارتفعت معها أسعار الكهرباء بشكل جنوني.
ويفنّد ماهر الباش، وهو صاحب مولّد كهربائي الأسعار الجديدة المرتفعة التي تتراوح بين 500 ألف ليرة ومليون ومئتي ألف ليرة. ويقول في حديث إلى "العربي": "إن الأسعار تُحتسب بحسب سعر المازوت". وقد ارتفع سعر العشرين ليترًا من المازوت من 31 ألف ليرة إلى 59 ألف ليرة، بحسب الباش، الذي يتحدث عن سوق سوداء، حيث يصل سعر العشرين ليترًا إلى 90 ألف ليرة.
البعض اختار الظلمة
ويصعب على أصحاب الدخل المحدود تحمّل فاتورة المولدات الكهربائية هذه، ما دفع بعض المواطنين للتخلي عن اشتراكات المولدات، وتفضيل الظلمة على قسوة فواتير النور.
وتزوّد مؤسسة كهرباء لبنان البلاد بثلاث ساعات فقط من التغذية الكهربائية بعد إعلان زيادة التقنين، فيما تعمل المولّدات على مد الأحياء بعشر ساعات أخرى من الكهرباء، ليقضي المقتدر من اللبنانيين نصف يومه بلا كهرباء، فيما تسيطر الظلمة على أغلب يوم الفقراء.
وقد أُنفقت عشرات ملايين الدولارات منذ عقود على قطاع الكهرباء ولم يبصر اللبنانيين نورها بشكل منتظم.
وتأتي الأزمات المتلاحقة لتكشف حجم الفساد في قطاع تتحمّل الحكومات المتعاقبة مسؤولية انهياره.