قامت السلطات في باكستان التي اجتاحتها الفيضانات بتصريف المياه من أكبر بحيرة عذبة في البلاد اليوم الأحد، لتتسبب في نزوح ما يصل إلى 100 ألف شخص من منازلهم، لكنها أنقذت بذلك المزيد من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية من تجمع مياه الفيضانات، حسبما أفاد جام خان شورو وزير الري في إقليم السند.
وتسببت الأمطار الموسمية وذوبان الكتل الجليدية على الجبال بشمال باكستان في فيضانات أثرت على 33 مليون شخص وأودت بحياة ما لا يقل عن 1290 شخصًا، من بينهم 453 طفلًا.
وما زالت الفيضانات، التي يقول مسؤولون إن سببها تغير المناخ، تجتاح البلاد.
مياه الفيضانات تغمر ثلث مساحة #باكستان ملحقة أضرارا بأكثر من مليون مسكن، وأعداد الضحايا تتجاوز الـ 1200 شخص منذ بدء هطول الأمطار الموسمية#العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/O3aXcxW7Bj
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 4, 2022
وذكر الوزير أن بحيرة مانشار، التي تُستخدم في تخزين المياه، وصلت بالفعل إلى مستويات خطيرة، وأن الضغط المتزايد يشكل تهديدًا للمناطق المحيطة في إقليم السند الجنوبي.
وأضاف أن حوالي مئة ألف شخص سيتأثرون بتصريف مياه البحيرة، لكن ذلك سيساعد في إنقاذ المزيد من التجمعات السكانية، ويقلل أيضًا من مستويات المياه في المناطق الأخرى الأكثر تضررًا.
وهطل على البلاد بالفعل في الربع المنتهي في أغسطس/ آب ما يقرب من ثلاثة أمثال متوسط هطول الأمطار على مدى 30 عامًا بإجمالي 390.7 مليمتر.
وكان إقليم السند، الذي يبلغ عدد سكانه 50 مليون نسمة، الأكثر تضررًا مع زيادة هطول الأمطار عليه بنسبة 464% عن المتوسط في 30 عامًا.
2000 ضحية
في هذا السياق، أفاد مراسل "العربي" في باكستان، اليوم الأحد، بأن المساعدات الدولية للبلاد بدأت تتدفق بقوة، حيث بلغت عدد الطائرات الحاملة لتلك المساعدات 15 طائرة وصلت إسلام آباد عبر جسر جوي ممتد بين تركيا وقطر وباكستان.
ونقل المراسل براء هلال، أن الطائرات القادمة من الدوحة، حملت فرقًا ميدانية للإنقاذ، وفرقًا طبية، نظرًا إلى حاجة البلاد لتك الفرق، مشيرًا إلى وجود ما يقارب 450 ألف امرأة حامل في البلاد التي فقدت الكثير من قدرات كوادرها الطبية، وأضاف المراسل عن وصول مساعدات إضافية من الصين، والسعودية ودول أخرى.
وقال هلال إنّ الأمطار بدأت بالتوقف فوق إقليم بلوشستان الذي عزل تمامًا عن البلاد، بعد أن دمرت الفيضانات الجسور والأنفاق وخطوط السكة الحديدية المؤدية إليه، فيما أعلنت سلطات الإقليم عدم قدرتها على مباشرة العام الدراسي من دون مساعدات تقدر بعشرة مليارات روبية، ما يساوي 40 مليون دولار، حيث تدمرت 18 ألف مدرسة في البلاد.
وأوضح المراسل أن نصف شعب باكستان يعتمد تقريبًا على الزراعة، حيث جرفت الفيضانات قسمًا كبيرًا من الأراضي، الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي في البلاد.