الخميس 21 نوفمبر / November 2024

لتحسين صورة حزبها.. ميركل تزور المناطق الألمانية المتضررة من الفيضانات

لتحسين صورة حزبها.. ميركل تزور المناطق الألمانية المتضررة من الفيضانات

شارك القصة

أدت الفيضانات التاريخية في 14 و15 يوليو إلى مقتل أكثر من 180 شخصًا
أدت الفيضانات التاريخية في 14 و15 يوليو إلى مقتل أكثر من 180 شخصًا (غيتي)
وعدت ميركل بتقديم مساعدات ضخمة في محاولة لتحسين وضع معسكرها المحافظ قبل أسابيع من الانتخابات التشريعية والتي تبدو نتائجها غير مؤكدة.

سعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة للتعامل مع نفاد صبر ضحايا فيضانات يوليو/تموز المأساوية، ووعدتهم مرة أخرى خلال زيارتها لغرب البلاد بتقديم مساعدات ضخمة، في محاولة لتحسين وضع معسكرها المحافظ، قبل أسابيع من الانتخابات التشريعية التي تبدو نتائجها غير مؤكدة.

وبعد نحو شهرين من الكارثة، عادت المستشارة إلى بلدة التيناهر المنكوبة في غرب البلاد لتقييم التقدم المحرز في أعمال التنظيف وإعادة الإعمار.

ولم يبق في البلدة الواقعة في ولاية راينلاند بالاتينات؛ سوى 8 منازل صالحة للسكن بين أكثر من 600 منزل قبل الفيضانات.

وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي: "من ناحية، شعرت بالاطمئنان لرؤية أن هناك فرقًا ملحوظًا (مقارنة بالزيارة الأولى في يوليو). ولكن من ناحية أخرى، رأيت اليوم مجددًا العمل الذي ينتظرنا والتنظيف اللازم".

وأضافت: "من واجبنا المساعدة بكل السبل الممكنة"، مشيرة إلى أن الحكومة والسلطات المحلية أقرت خطة إعادة إعمار بقيمة 30 مليار يورو.

وتابعت ميركل في ظل تزايد الإحباط من بطء وصول المساعدات: "إذا لم يكن مبلغ 30 مليارًا كافيًا، فإن الحكومة الفدرالية المقبلة وكل الحكومات الإقليمية ستقول إن هناك مزيدًا مما يجب القيام به، ولا يتعين على الناس أن يخشوا".

وأدت الفيضانات التاريخية في 14 و15 يوليو، والتي اشتدت حدتها بسبب الاحترار المناخي وفق تقرير علمي نُشر في نهاية أغسطس/آب، إلى مقتل أكثر من 180 شخصًا في هذه المنطقة وولاية شمال الراين فستفاليا المجاورة.

ومن المقرر أن تجري ميركل الأحد زيارة تكتسي طابعًا سياسيًا أكثر برفقة زعيم ولاية شمال الراين فستفاليا الأكبر في ألمانيا، مرشح المعسكر المحافظ في انتخابات 26 سبتمبر/أيلول، وزعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي أرمين لاشيت.

إنقاذ لاشيت

ويعد سياق زيارة ميركل التي ستعتزل السياسة إثر تشكيل الحكومة المقبلة، مختلفًا تمامًا عن سياق زيارتها الأولى، فحينها، كان تحالف حزبي الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي في صدارة استطلاعات الرأي، وكان أرمين لاشيت في وضع جيد ليصبح المستشار الجديد بعد 16 عامًا قضتها ميركل في السلطة.

ولا تزال أنغيلا ميركل تتمتع بشعبية قياسية، لكن الحال ليست كذلك بالنسبة لأرمين لاشيت الذي تتراجع حظوظه في استطلاعات الرأي.

فبعد أن بلغت نسبة تأييد تحالف الحزبين المحافظين 34%، بداية العام، تراجعت إلى 20% فقط وفق استطلاع نشرته قناة "آي ار دي" الخميس، مقابل 25% للحزب الاشتراكي الديموقراطي ومرشحه أولاف شولتز.

وقدم التحالف الجمعة فريق حملة انتخابات مصغّرًا لمحاولة الخروج من المأزق، شمل شخصيات قد تساعد في حشد الرأي العام.

وبعدما نأت بنفسها عن الحملة، صارت ميركل تعمل على تسخير شعبيتها في خدمة زعيم المحافظين الذي لا يحظى بثقة كبيرة حتى داخل معسكره.

وكانت قد أعلنت دعمها المطلق للاشيت خلال اجتماع في برلين في 21 أغسطس، قائلة: إنها "مقتنعة تمامًا" بأنه سيخلفها في المستشارية.

ثم هاجمت هذا الأسبوع المرشح الاشتراكي الديمقراطي الذي يشغل حقيبة المالية في حكومتها، متهمة إياه بمهادنة اليسار الراديكالي.

إصلاح الأخطاء

وتمثل مرافقة ميركل للاشيت فرصة جديدة لهذا الأخير؛ لتصحيح أخطاء ارتكبها في يوليو/تموز.

يومها، وبعد أيام فقط من الكارثة، أظهرته صور ضاحكًا خلال خطاب جاد للرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ما أثار غضبًا في البلاد وأجبره على الاعتذار.

كما حمّله متضررون من الفيضانات مسؤولية بطء وصول مساعدات الدولة، وقد وصفه أحدهم بأنه "فاشل.. (سيدفع) الثمن في الانتخابات".

وفي المناطق المتضررة، تلت الكارثة انتظارات هائلة إزاء السلطات العامة، لكنها كثيرًا ما انتهت إلى حالة من الإحباط تجاه المساعدات التي اعتبرت غير كافية.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت كريستين جان البالغة (66 عامًا): "ننتظر تقديم مساعدات مالية بدون بيروقراطية، هذا ما وعد به لاشيت عندما جاء إلى هنا ليردد شعاراته الغبية، لكن لم يحدث شيء حتى الآن".

وهذه المواطنة من لايبزيغ واحدة من آلاف المتطوعين الذين قدموا من أنحاء ألمانيا لتقديم المساعدة في غرب البلد المنكوب.

وقد خصصت الحكومة مئات ملايين اليورو مساعدات طارئة، ووضعت مع السلطات المحلية خطة إعادة إعمار بقيمة 30 مليار يورو.

لكن وفق استطلاع حديث مشترك بين "آر تي ال" و"إن تي في"، يعتقد 80% من المستطلعين أن على المسؤولين الألمان بذل مزيد من الجهد لحماية المناخ.

وعلى أرمين لاشيت وأنغيلا ميركل مواجهة اتهامات بالإهمال وجهت إلى السلطات المحلية وأدت إلى فتح تحقيق قضائي في أغسطس.

وتتهم السلطات العامة بعدم الاستعداد الكافي للظروف المناخية القاسية، وبالإخفاق في تشغيل أنظمة الإنذار وإجراءات الإخلاء.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
Close