لتقليل الانبعاثات الكربونية.. توجه بنكي لوقف تمويل الطاقة المضرة
يعد تجفيف منابع التمويل أحدث السبل الكفيلة بمنع توسع صناعة الطاقة المضرّة بالبيئة، فبدونها يتعذر على شركات النفط والغاز والفحم توسيع نطاق استثماراتها ذات الانبعاثات الكربونية الكثيفة، التي تسببت في ارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها التاريخية.
بدوره، تعهد العملاق "HSBC" أن يؤدي دور القدوة، فقد قرر البنك متعدد الجنسيات وقف تمويله لحقول النفط والغاز الجديدة، في توجه يساعد مخرجات قمتي المناخ الأخيريتين اللتين احتضنتهما غلاسكو وشرم الشيخ تواليًا.
ويرد أحد أكبر مقرضي قطاع الطاقة في العالم، بهذا التوجه، الدفع بعملائه الكبار نحو الاستثمار في مضامير الطاقة النظيفة والمتجددة التي من شأن التوسع فيها حماية مستقبل الكوكب الأزرق.
وتأمل دول العالم التي تضغط باتجاه الوصول إلى صفر صافي انبعاثات كربونية بحلول منتصف القرن الحالي، في تعميم توجه "HSBC" رغم الأرباح العالية التي تدرها صناعة الطاقة التقليدية على مساهمي البنوك.
لكن التعويض يبدو متاحًا، إذ إن مصارف أخرى من بينها "لويدز" و"باركليز"، قررت رفع مخصصات تمويل مشاريع الطاقة النظيفة، وتغطي أيضًا تحول لشركات من الصناعة التقليدية إلى نظيرتها الأكثر استدامة ورفقًا بالبيئة.
إلى ذلك، تستشعر البنوك الغربية ما فعله الاحتباس الحراري بمناخ بلدانها، فنيويورك ولندن وباريس وفرانكفورت وهي المراكز المالية الأهم في أوروبا والولايات المتحدة قد تستيقظ يومًا ما على وقع نضوب منابعها وأنهارها وربما غرق بعضها تحت ارتفاع منسوب البحار والمحيطات.
لذا فإنها تريد الاستثمار في مستقبلها وفي مصير دولها ومصير البشرية أولًا وأخيرًا.