منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" والرد عليها بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تحوّل خطاب الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة إلى فقرة مفضلةٍ لدى كثيرين في العالم العربي، لأنه يطلعهم على تفاصيل لا ينقلها الإعلام عن المعركة.
وفي آخر خطاباته يوم أمس السبت، نقل أبو عبيدة في تسجيل صوتي واقع الميدان ذاكرًا عدد الآليات الإسرائيلية التي استطاعت المقاومة توثيق تدميرها وإخراجها من الخدمة.
وقال الناطق العسكري باسم "القسام" في كلمته أمس: "لقد وثّقنا حتى الآن تدمير أكثر من 160 آلية عسكرية صهيونية تدميرًا كليًا أو جزئيًا منذ بدء العدوان البرّي للعدو، منها أكثر من 25 آلية خلال الـ 48 ساعة الأخيرة".
أبو عبيدة يتوجه للفلسطينيين وأحرار العالم
وكان ارتفاع عدد الآليات الإسرائيلية المدمَّرة إلى أكثر من 160 أهم ما ورد في خطاب أبو عبيدة أمس، لكن النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يحفظ كثير منهم مقدمات خطابات الناطق العسكري التقطوا ملاحظة أخرى وتداولوها بكثرة.
فمقدمة الكلمة الأخيرة لـ"أبو عبيدة" خلت للمرة الأولى من مخاطبة الأمة العربية والإسلامية، حيث اكتفى الناطق العسكري باسم "القسام" بمخاطبة الشعب الفلسطيني وأحرار العالم.
وقال أبو عبيدة: "يا أبناء شعبنا العظيم المجاهد الأبي الصابر، الذي يقاتل أنذل وأنجس ما أنجبت البشرية.. يا كل أحرار العالم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
هل فقد أبو عبيدة الأمل في الأمة العربية؟
وتفاعل المتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خطاب أبو عبيدة، حيث حللوا سبب توجيهه الكلام للفلسطينيين وأحرار العالم دون الأمة العربية كما كانت تجري العادة.
فكتب علي بن عقيل: "عندما تفقد الأمل في الإجابة يعز عليك النداء، كان الملثم يستنهض الأمة في كل خطاب لكنه اكتفى".
أما حسام الدين فكتب عبر فيسبوك أن الخطاب كان صوتيًا ولم يرد فيه تفاصيل كثيرة، "وهذا دليل على أنه نشر على عجل وعلى الأغلب سقط منه هذا النداء سهوًا".
وتابع: "لذلك لا تهولوا الأمر وليس هذا وقت التحليلات اللوذعية.. أكيد أبو عبيدة لا يقصد التخلي عن خطاب الأمة العربية والإسلامية".
وكتبت سارة عباسي أن "عادة المتحدثين الإعلاميين والمشاهير من سياسيين وغيرهم أن كل حرف في خطاباتهم محسوب، فلا يمكن أن يحذف أبو عبيدة هذا النداء إلا لهدف قد لا نعلمه لكن الحقيقة واضحة".
وأضافت في منشور على فيسبوك: "العالم كله يتظاهر لأجل فلسطين ودولنا العربية تعتقل من يفكر في التظاهر هذا هو الخذلان بعينه".
يذكر أن أبو عبيدة في خطاب سابق رفع الحرج عن الأنظمة العربية ولم يطالبهم بالتدخل العسكري، واكتفى بدعوتهم إلى فك الحصار عن غزة وإدخال المياه لسكان القطاع والوَقود للمستشفيات.
