لقاءات وتنسيق مع قطر ومصر وحماس.. حراك تركي للتهدئة في غزة
تشهد تركيا حراكًا دبلوماسيًا مكثّفًا يتركّز على قضية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تسعى من خلاله أنقرة للعودة بقوة والانخراط أكثر في الملف الفلسطيني.
وفتحت أنقرة قنوات اتصالاتها بقوة مع الفاعلين في القضية الفلسطينية، وعلى رأسهم قطر ومصر إضافة إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
لقاء تركي- مصري
وشهدت إسطنبول لقاء بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره المصري سامح شكري، تمحور حول تداعيات العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأكد فيدان التنسيق الحاصل بين أنقرة والقاهرة في الملف الفلسطيني، مشيرًا إلى أنّ الأولوية الآن تصب في كيفية التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال.
وقال فيدان: "إذا لم تُحلّ هذه الأزمة كما ينبغي، وإذا لم يُمنح الفلسطينيون الدولة والاستقلال والسيادة التي يستحقّونها، فإن مثل هذه الأزمات ستتواصل في منطقتنا على نحو متزايد. أولويتنا الأولى يجب أن تكون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ صيغة حلّ الدولتين".
من جهته، أكد شكري أنّ بلاده تبذل جهودًا مضنية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، محذرًا من تداعيات اتساع رقعة الصراع على المنطقة برمّتها.
وقال شكري: "حذّرنا منذ البداية من أنّ الحرب على غزة تهدّد باتساع رقعة الصراع والتوتر في الشرق الأوسط".
إلى ذلك، حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائه شكري، من خطر اتساع رقعة التوتر والصراع مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
وشدد أردوغان على أهمية الحد من التوتر الإسرائيلي الإيراني من أجل منع انجرار المنطقة إلى دوامة العنف.
أردوغان يلتقي هنية
كما التقى أردوغان برئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، حيث أكد أنّ أقوى ردّ على إسرائيل والطريق إلى النصر يكونان من خلال وحدة الصف الفلسطيني، وأنّ بلاده ستبذل جهدها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جهته، أعرب هنية عن تقديره لمواقف الرئيس التركي باعتباره "حماس" حركة تحرر وطني وربطها بسياق الحركة الوطنية خلال حرب الاستقلال في تركيا، إضافة إلى مواقفه من الحرب على غزة، مؤكدًا أنّها محل احترام وتقدير من الحركة ومن الشعب الفلسطيني.
وفي وقت سابق، أشار أردوغان إلى مواصلته الدفاع عن قضية فلسطين، مشددًا على أن حماس "حركة نضال ضد إسرائيل وليست منظمة إرهابية".
وقال أردوغان في كلمة باجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه الحاكم "العدالة والتنمية" في العاصمة التركية أنقرة الأربعاء الماضي: "حياتنا قضيناها في قضية فلسطين، ولسنا كمن يبرر الاستيطان، أو لم يسمع بقضية فلسطين قبل 7 أكتوبر".
ولفت إلى أنه "في الوقت الذي لم يتحدث فيه العالم، خرجنا وقلنا إن حركة "حماس" ليس منظمة إرهابية"، مشيرًا إلى أن حماس "حركة نضال ضد الاحتلال تماما كمًا كانت حركات التحرر في الأناضول سابقًا".
وأردف: "نعلم أنه سيكون هناك ثمن لما نقوله، ولكننا لن نخضع لهذه الحملات".