الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

للبقاء على قيد الحياة.. حيوانات تغيّر أشكالها

للبقاء على قيد الحياة.. حيوانات تغيّر أشكالها

شارك القصة

تبين أن الخفافيش في المناخات الدافئة قد زادت من حجم أجنحتها (الغارديان)
تبين أن الخفافيش في المناخات الدافئة قد زادت من حجم أجنحتها (الغارديان)
تغير حيوانات عدة أشكالها بشكل متزايد بسبب أزمة المناخ، وقد أصبحت الاختلافات أكثر وضوحًا مع ارتفاع درجات الحرارة في أنحاء مختلفة من الكوكب.

كشفت دراسة أن الحيوانات "تتغير بشكل متزايد" بسبب أزمة المناخ. ووجد العلماء أن الحيوانات ذوات الدم الحار تغير فسيولوجيتها للتكيف مع المناخ الأكثر سخونة. ويتضمن ذلك حصول تضخم حجم المناقير والأرجل والأذنين لتنظيم درجة حرارة الجسم بشكل أفضل، بحسب صحيفة "الغارديان".

وبحسب الدراسة التي نُشرت في  مجلة "إيفوليوشن آند تريندس إن إيكولوجي"، فإن الاختلافات واضحة بشكل خاص لدى الطيور. فعندما ترتفع درجة حرارة الحيوانات، تستخدم الطيور مناقيرها والثدييات آذانها لتشتيت الدفء.

تحاول تشتيت الدفء

وقد تطورت بعض المخلوقات في المناخات الأكثر دفئًا تاريخيًا لتصبح ذات مناقير أو آذان أكبر للتخلص من الحرارة بسهولة أكبر. وأصبحت هذه الاختلافات أكثر وضوحًا مع ارتفاع درجة حرارة المناخ.

وبحسب الدراسة، فإن فشل الحيوانات في التحكم في درجة حرارة أجسامها يمكن أن يرفع درجة حرارتها وتموت. وتعتبر المناقير، التي لا يغطيها الريش، وبالتالي غير معزولة، موقعًا للتبادل الحراري الكبير، مثل الأذنين والذيل والساقين في الثدييات إذا لم تكن مغطاة بالفراء.

يتطورون للبقاء على قيد الحياة

وقالت مؤلفة الدراسة، سارة رايدينغ من جامعة ديكين، وهي باحثة في الطيور: "لا يعني تغيير الأشكال أن الحيوانات تتأقلم مع تغير المناخ وأن كل شيء على ما يرام. هذا يعني فقط أنهم يتطورون للبقاء على قيد الحياة - لكننا لسنا متأكدين من العواقب البيئية الأخرى لهذه التغييرات، أو في الواقع أن جميع الأنواع قادرة على التغيير والبقاء على قيد الحياة".

ومن جهة أخرى، يعتبر العلماء أنّه من الصعب تحديد انهيار المناخ باعتباره السبب الوحيد لتغيير شكل الحيوانات، إلا أن الحالات التي تمت دراستها تشترك فيها عبر المناطق الجغرافية وعبر مجموعة متنوعة من الأنواع.

حيوانات غيّرت أشكالها

وتشمل الأمثلة عدة أنواع من الببغاء الأسترالية التي أظهرت زيادة بنسبة 4-10% في حجم المنقار منذ عام 1871، وهي مرتبطة بشكل إيجابي بدرجة حرارة الصيف كل عام.

في غضون ذلك، أظهرت الأبحاث التي أجريت على طائر الجنك في أميركا الشمالية، وهو نوع من الطيور المغردة الصغيرة، وجود صلة بين زيادة حجم المنقار ودرجات الحرارة القصوى قصيرة المدى في البيئات الباردة.

كذلك أفاد الباحثون أيضًا عن زيادات في طول الذيل في فئران الخشب، وزيادة حجم الذيل والساق في الذبابة المقنعة. كذلك تبين أن الخفافيش في المناخات الدافئة قد زادت من حجم أجنحتها.

بعض الحيوانات ستفشل في التكيّف

وتجادل الدراسة بأن تغيير الشكل من المرجح أن يستمر مع ارتفاع درجة حرارة المناخ. وعلى الرغم من أن التغييرات صغيرة، إلا أن رايدينغ تقول: "إن ذلك يمكن أن يتغير مع ارتفاع حرارة الكوكب".

وتعتزم رايدينغ التحقيق في تغيير شكل الطيور الأسترالية عن طريق المسح ثلاثي الأبعاد لعينات الطيور بالمتاحف من المائة عام الماضية لمعرفة الطيور التي تغير حجمها بسبب تغير المناخ.

وأكّدت رايدنغ أن تغير المناخ الذي خلقناه يضغط كثيرًا على الحيوانات، وبينما تتكيف بعض الأنواع، لن تتكيف أخرى.

تابع القراءة
المصادر:
الغارديان
Close