تعتزم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند، الكشف عن مبادرة بحرية في قمة "الحوار الأمني الرباعي" في طوكيو، للحد من الصيد غير المشروع في المحيطين الهندي والهادئ، حسب ما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير.
وأفاد التقرير بأن المبادرة البحرية ستستخدم تكنولوجيا الأقمار الصناعية لإنشاء نظام تتبع للصيد غير المشروع من المحيط الهندي إلى جنوب المحيط الهادئ من خلال ربط مراكز المراقبة في سنغافورة والهند.
وسيقوم الرئيس الأميركي جو بايدن بزيارة اليابان لحضور اجتماع مجموعة الحوار الأمني الرباعي -أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة في طوكيو- والتي عززت التعاون في مواجهة الأنشطة الصينية المتزايدة.
ووفقًا لتقرير الفايننشال تايمز، فإن المبادرة البحرية ستمكّن هذه البلدان من مراقبة الصيد غير القانوني حتى عندما تغلق القوارب أجهزة الإرسال والاستقبال التي تُستخدم عادةً لتتبع السفن.
وقال المنسق الأميركي لشؤون المحيطين الهندي والهادي كورت كامبل، في وقت سابق من هذا الشهر: إن "واشنطن ستعلن قريبًا عن خطط لمكافحة الصيد غير القانوني في الولايات المتحدة.
وتسود حالة من الغضب بين العديد من الدول في منطقة المحيطين الهندي والهادئ من أسطول الصيد الصيني الضخم.
وتقول هذه الدول: إن السفن الصينية تنتهك غالبًا مناطقها الاقتصادية الخالصة وتتسبب في أضرار بيئية وخسائر اقتصادية.
اليابان تنتقد تصرفات بكين في بحر الصين الشرقي
والجمعة، قدمت اليابان احتجاجًا رسميًا إلى الصين لاتهامها بالتنقيب في حقول للغاز متنازع عليها في بحر الصين الشرقي.
ولفت رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يوم السبت إلى أنه يشعر بخيبة أمل إزاء جهود الصين لتطوير مناطق في بحر الصين الشرقي، قائلً:ا إن هذا الأمر "غير مقبول".
وأعلنت وزارة الخارجية اليابانية أنها قدمت شكوى لدى سفارة الصين في طوكيو متهمة بكين بإقامة 17 منصة حفر آبار في قطاع تتداخل فيه المنطقتان الاقتصاديتان الخالصتان للبلدين في بحر الصين الشرقي.
ورأت الوزارة أنه "من المؤسف للغاية أن يقوم الطرف الصيني بشكل أحادي بأعمال تطوير في هذه المياه"، مشيرة إلى أنه "لم يتم حتى الآن ترسيم حدود المنطقتين الاقتصاديتين الخالصتين والجرف القاريّ في بحر الصين الشرقي".
وتعتبر اليابان أن الخط الوسط بين سواحل البلدين يشكل حدود منطقتيهما الاقتصاديتين الخالصتين، غير أن الصين تعتبر أن الحدود أقرب إلى سواحل اليابان، مستندة في هذا الترسيم إلى الجرف القاري وغيره من خصائص المحيط.
واتفقت طوكيو وبكين في 2008 على استغلال مشترك لحقوق الغاز في المناطق المتنازع عليها وتعليق عمليات التنقيب الأحادية. لكن المفاوضات الرامية إلى تحديد سبل تنفيذ الاتفاق علقت بعد عامين ولم تستأنف منذ ذلك الحين.
"لم تنتهك القوانين البحرية"
وفي 14 مايو/ أيار الجاري، أعلنت أستراليا، أن سفينة التجسس الصينية التي تم تعقبها قبالة الساحل الغربي على بعد 50 ميلًا بحريًا من منشأة دفاعية حساسة، "لم تنتهك القوانين البحرية الدولية".
وكانت أستراليا قد تعقبت السفينة الصينية، أثناء إبحارها أمام محطة (هارولد إي هولت) للاتصالات البحرية في إكسماوث، والتي تستخدمها الغواصات الأسترالية، والأميركية وغواصات الحلفاء.
وتوترت العلاقات بين أستراليا والصين في الآونة الأخيرة بسبب النفوذ الصيني المتزايد في جزر سولومون، بعد أن وقعت تلك الدولة الصغيرة الواقعة في المحيط الهادي اتفاقية أمنية مع الصين.
وجرى تعقب سفن البحرية الصينية قبالة السواحل الشمالية والشرقية لأستراليا عدة مرات في السنوات القليلة الماضية.
وما أثار حفيظة بكين، هو إعلان الولايات المتحدة الساعية إلى تعزيز تحالفاتها في كلّ الاتجاهات للتصدّي للصين، تشكيل تحالف أمني إستراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يضمّ إليها كلًا من لندن وكانبيرا خلال سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأتى الإعلان عن المعاهدة الأمنية الثلاثية الجديدة التي أطلق عليها اسم "أوكوس" خلال قمة افتراضية، استضافها الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، وشارك فيها عبر الفيديو كلّ من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأسترالي سكوت موريسون.