كشف علماء عن السبب الذي يجعل بعض الناس أكثر عرضة للدغات البعوض من غيرهم، كما شرحوا أهم الأساطير التي تروج للبقاء بعيدًا عن لدغة تلك الحشرات التي تمتص الدماء بحسب ما أفادت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن عالم الحشرات الأميركي دان كلاين، أمضى عدة سنوات في دراسة الحشرات، وهو يعتقد أنه عثر على أدلة مهمة لشرح سلوك البعوض.
ما علاقة الجبن؟
لكن أكثر الاكتشافات غرابة بين تلك التي قام بها أن البعوض ينجذب إلى ذوي رائحة الأقدام الكريهة. وشرح كلاين الأمر بأن البعوض ينجذب على وجه الخصوص إلى البكتيريا التي تنتج تلك الرائحة.
وشبه العالم الأميركي الرائحة تلك، برائحة جبنة "ليمبرغر" الشهيرة التي تحتوي على البكتيريا نفسها التي تنجذب إليها تلك الحشرات.
وبدأ كلاين دراساته في تسعينيات القرن الماضي، معتمدًا على أنواع الجبن، لتحديد ما إذا كان البعوض ينجذب أكثر لنوع محدد منها.
وبعد تجربة أصناف متعددة، اكتشف أن الجبن الأزرق ونوع ليمبرغر يجذبان البعوض بشكل كبير دون غيرهما. ثم استخدم الدكتور كلاين زوجًا من الجوارب ذات الرائحة الكريهة التي كان يرتديها لمدة أربعة أيام واكتشف أن البعوض ينجذب إليهما على الفور.
مناطق محددة في الجسد
واكتشف الدكتور كلاين أيضًا أن البعوض ينجذب إلى الروائح التي تنتجها البكتيريا التي يحتويها الجلد البشري وكذلك المواد الكيميائية المتطايرة التي تخرج من الفم.
كما اكتشف العالم الأميركي أن البعوض قد يقصد أجزاء مختلفة من الجسد حتى لو كانت غير مرئية، أو تعمد البعض تغطيتها وذلك يعود لعدة عوامل وأهمها الحرارة، ونوع الجينات، ومستحضرات التجميل. وهذا ما يفسر قيام البعوض بلسع الكاحل أو امتصاص الدم من الوجه، كون الكثير من المواد المتطايرة المختلفة تعلق في تلك الأجزاء المختلفة من الجسم.
دور الأطعمة
وقد انضم للدكتور كلاين، عالم الحشرات الطبي كاميرون ويب، مبددًا العديد من الأساطير حول أنواع الطعام التي يُعتقد أنها تصد الحشرات. حيث يعتقد البعض أن تناول الموز وشرب الجعة يتسببان بجذب البعوض، بينما يسود اعتقاد آخر بأن الثوم ومكملات فيتامين ب تطرد تلك الحشرات.
وكشف الدكتور ويب أن هذه كانت مجرد أساطير، وقال: "تغيير النظام الغذائي لن يمنعك من الاضطرار إلى استخدام مبيدات الحشرات".
ويعتقد العالم الأميركي أنه لسوء الحظ، فإن النساء الحوامل يعتبرن أكثر عرضة للسع البعوض. إذ يُعتقد أن ارتفاع ثاني أكسيد الكربون ودرجات الحرارة خلال المراحل المتأخرة من الحمل يزيد من إفراز الجسم للمواد الكيميائية المتطايرة، والبكتيريا التي تجذب البعوض عادةً.
