أعلنت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس عن مناقصة لبناء 434 وحدة استيطانية على أراضي صور باهر في المنطقة المحاذية لطريق القدس الخليل، حسبما أفاد موقع "عرب 48" اليوم الأربعاء.
وكانت حكومة الاحتلال قد أعلنت عن هذا المشروع قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأيام، وقررت تأجيل إقراره رسميًا إلى بعد الزيارة خشية تعكير أجوائها.
"المشروع العملاق"
وتقوم الخطة الاستيطانية على مسح وإزالة الخط الفاصل عبر البناء على طرفيه وبطريقة ممنهجة ومدروسة بحيث لا يمكن العودة إلى حدود النكسة عام 1967، كذلك قطع التواصل بين القدس وبيت لحم.
وأطلقت بلدية الاحتلال على المشروع الاستيطاني عنوان "المشروع العملاق"؛ والذي سينفذ من قبل شركة "أزوريم" الإسرائيلية في مجمع القنوات على أراضي بلدة صور باهر، بتكلفة تصل إلى 1.07 مليار شيكل.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمجمع الاستيطاني الجديد حوالي 7.3 دونم، وسيمتد المشروع بسلسلة مبانٍ ضخمة، تصل حتى مشارف بلدة صور باهر ومستوطنة "رمات راحيل".
إلى جانب المشروع الاستيطاني، أعلنت بلدية الاحتلال عن توسيع المزيد من مسارات شارع القدس الخليل، بهدف تحويل الشارع إلى شريان مواصلات رئيسي لربط القدس بشطريها والكتل الاستيطانية في جبل أبو غنيم ومستوطنات "غيلو" ومستوطنات "كفار عتصيون"، وجنوب الضفة الغربية.
كما وضعت البلدية مخططًا لربط التكتلات الاستيطانية والأحياء الاستيطانية في خط السكك الحديدية الخفيفة، ومن المتوقع أن يشمل تشييد ساحة ومدرجات للقاءات والتجمعات.
"محاولة يائسة لن تفلح في طمس معالم القدس"
من جهتها، اعتبرت حركة "حماس" أن المصادقة على خطط استيطانية جديدة بالقدس إمعان في التهويد لن يغيّر معالمها وسيواجه بوحدة شعبنا ونضاله.
وعبر الناطق باسم الحركة عن مدينة القدس محمد حمادة خلال تصريح صحفي، عن رفض مصادقة ما يسمّى بلدية الاحتلال على خطط استيطانية جديدة في مدينة القدس.
وأكد حمادة أن "هذا إمعان في تهويد أرضنا واستهداف هُويتنا، ومحاولة يائسة لن تفلح في طمس معالم المدينة المقدسة وتغيير حقائق التاريخ".
وأضاف: "أن هذا الإجرام الصهيوني سيواجه بوحدة شعبنا ونضاله بكل الوسائل، فشعبنا قد ضرب في ذلك أروع التضحيات عبر مقاومته الشاملة المستمرة في عموم الضفة الغربية، وفي القلب منها القدس المحتلة".
يذكر أن هذه الخطة موضوعة ويجري تنفيذها على مراحل، وذلك منذ عام 1991 بعد وضع 400 كرفان على منحدر جنوب شرق القدس لإسكان المستوطنين الذين تم جلبهم من إثيوبيا حينها.
وبدأ بعد 31 عامًا العمل الفعلي لبناء الشق الأوسع من الخطة بعد موافقة أميركية ضمنيًا، رغم أنه تم تأجيلها خلال زيارة بايدن، وكذلك تأجيلها مسبقًا لأكثر من 8 سنوات بضغوط أميركية وأوروبية، ويرجح أن يستغرق تنفيذ الخطة حتى نهاية عام 2025، حسب الوكالة الفلسطينية.
وتعد عائلة عسكر الفلسطينية، إحدى العائلات المقدسية التي تعاني من الاستيطان، حيث تواجه سياسة التهجير والاقتلاع، وباتت تعيش اليوم في قلب مستوطنة إسرائيلية تم إقامتها على أراضي بلدة حزما، شمال شرق القدس المحتلة.
وتصر العائلة على الصمود حفاظًا على الأرض من المصادرة والاستيطان الذي يطوقها ويغيّر طابع مدينة القدس بشكل كبير.
ولم تكن مستوطنة "بسغات زئيف" موجودة على أراضي بلدة حزما عندما شيدت عائلة عسكر منزلها عام 1974. وبات عديد العائلة اليوم 120 فردًا، لم ينجح الاحتلال في اقتلاعهم، حتى باتوا يعيشون في داخل المستوطنة.