طالب رئيس البعثة الأممية إلى ليبيا عبد الله باتيلي اليوم الجمعة دول الجوار بزيادة دعمها للبعثة واللجنة العسكرية الليبية المشتركة لتنفيذ خطة انسحاب المقاتلين الأجانب.
وخلال لقائه سفيري السودان إبراهيم محمد أحمد، والنيجر إسيك إيغ غاتو، والقائم بالأعمال لدولة تشاد بشير تريبو عبود، في مقر البعثة بالعاصمة طرابلس، قال باتيلي: "تبادلنا الآراء بشأن الأزمة المستمرة في ليبيا والديناميات الأمنية في دول الجوار".
دعوة لدعم ليبيا
وأكد المبعوث الأممي وفق سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في تويتر، أنه عبّر "بوضوح عن ضرورة زيادة دول الجوار من دعمها لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا واللجنة العسكرية المشتركة (5+5) من أجل تنفيذ خطة العمل المتعلقة بانسحاب المقاتلين والمرتزقة الأجانب".
ونقل المبعوث الأممي أن المجتمعين أكدوا "دعمهم لليبيا في هذا الصدد"، مشددًا على "التضامن وتنسيق الجهود باعتبارهما ضرورة لبناء الاستقرار والسلام في ليبيا، ورافعة للتكامل الإقليمي".
واحتفل 340 جنديًا جديدًا بينهم شبان كانوا ضمن تشكيلات مسلحة بتخرجهم رسميًا عناصر منتمين للجيش الليبي في حفل حضره القائد الأعلى للجيش ووزير الدفاع ورئيس الأركان العامة للجيش وقادة آخرون.
وترمي رئاسة الأركان من خلال تشكيل ألوية عسكرية إلى تكوين نواة للجبش، ويقود "اللواء 444" أحد أهم هذه الألوية عملية تخريج الدفعات المتتالية.
وهي تسعى لتأمين مساحة شاسعة تنطلق من جنوب العاصمة إلى المدن المجاورة وحتى البعيدة.
اتفاق وقف إطلاق النار
ويأتي ذلك في ظل مناقشة لجنة (5+5) المكوّنة من أطراف النزاع العسكري الليبي الذين يمثلون شرق البلاد وغربها، في 15 يناير/ كانون الثاني المنصرم، عدة بنود خلال اجتماع في مدينة سرت بعد توقف لنحو 6 أشهر.
اتساع هوة الخلافات بين الأطراف السياسية في #ليبيا يزيد المخاوف من تداعياتها على مستقبل العملية الانتخابية المنتظرة#العربي_اليوم تقرير: عبد الناصر خالد pic.twitter.com/oOcSyZ4FED
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 17, 2023
وبحث الاجتماع الذي حضره باتيلي، استكمال بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في جنيف في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 بين أطراف الليبية المتحاربة إثر مبادرة تركية روسية.
كما بحثوا عمل المراقبين الدوليين والمحليين لوقف إطلاق النار، وما جرى التوصل إليه سابقًا في ملف توحيد المؤسسة العسكرية إضافة لملف إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية.
وسبق أن قال الباحث في مركز ليبيا للدراسات ناصر بوديب في وقت سابق لـ "العربي": إن "قوات فاغنر الخاصة الروسية هي من يسيطر على مناطق عديدة في المنطقة الشرقية والجفرة وقاعدة القرضابية في سرت".
وأضاف: "كيف نوحد الجيش ونحن لدينا قوات أجنبية في ليبيا؟ هذه مسألة لا بد أن تحل قبل أن نتحدث عن توحيده".
مبادرة تسوية سياسية
وبالموازاة مع الحوار العسكري، تقود الأمم المتحدة مبادرة تسوية سياسية في ليبيا عبر لجنة من مجلسي النواب والدولة، تتفاوض للتوافق على قاعدة دستورية تجري بناءً عليها انتخابات في أقرب وقت ممكن.
ومنذ مارس/ آذار 2022، تتصارع في ليبيا حكومتان، الأولى برئاسة فتحي باشاغا كلفها مجلس النواب، والثانية هي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة يكلفها برلمان جديد منتخب.
وأخيرًا طالبت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الليبية نجلاء المنقوش، الدول العربية بدعم جهود الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات المأمولة لإحلال السلام وإنهاء المراحل الانتقالية في بلادها سلميًا.
وبمبادرة من الأمم المتحدة، تشكلت لجنة مشتركة في ليبيا من مجلسي النواب والأعلى للدولة (نيابي استشاري) للتوافق على قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن، لكن هذا المسار ما زال متعثرًا.