دعا زعيم حزب "فوكس" الإسباني، إلى الترحيب باللاجئين الأوكرانيين الفارين من الهجوم العسركي الروسي، وليس المهاجرين المسلمين، في إسبانيا.
فقد قال سانتياغو أباسكال النائب اليميني المتطرف في البرلمان الأسبوع الفائت: "استقبلت بولندا مئات الآلاف من اللاجئين لأن هؤلاء بالفعل لاجئو حرب.. هؤلاء السيدات والأطفال وكبار السن يجب الترحيب بهم في أوروبا".
وأضاف على وقع تصفيق زملائه الحاضرين: "يمكن لأي شخص الآن أن يميز بين تدفق اللاجئين حاليًا وغزو الشبان المسلمين الذين بلغوا سن التجنيد والذين يشنون هجمات ضد حدود مختلف الدول الأوروبية".
كذلك أدان النائب الإسباني بشدة الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، وأصر على أن العديد من "حلفاء بوتين" ينتمون إلى الائتلاف الحكومي التقدمي في إسبانيا.
“لا نرحب باللاجئين المسلمين لأنهم غزاة“.. تصريح "عنصري" لنائب يميني متطرف في #إسبانيا pic.twitter.com/3E4GJN0UCF
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) March 8, 2022
لكن في المقابل، لم يكن موقف حزب "فوكس" واضحًا تمامًا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، ففي منطقة أراغون، رفض حزبيون في "فوكس" دعم نص يدين الهجوم الروسي لأنهم "لم يرغبوا في الارتجال".
كما أيد زعيما حزب "فوكس" في سبتة الإسبانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بادئ الأمر قبل أن يتراجعا في وقت لاحق عن تصريحاتهما.
أما على صعيد السياسة المحلية، فشهد حزب Vox ارتفاعًا حادًا في شعبيته خلال الأسابيع الأخيرة، حتى أنه أصبح يهدد بتجاوز الحزب الشعبي الذي يمثل يمين الوسط، والذي يمر بأزمة كبيرة بسبب الانقسام الداخلي.
لكن أباسكال وحلفاءه الأوربيين مثل مارين لوبان الفرنسية وماتيو سالفيني في إيطاليا وحتى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، يتعرضون لانتقادات شديدة في الأيام الأخيرة بسبب دعمهم الصريح لبوتين في الماضي.
وفي السياق نفسه، سبق أباسكال تصريح آخر لرئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف قال فيه عن اللاجئين الأوكرانيين: "هؤلاء ليسوا اللاجئين الذين اعتدنا عليهم.. هؤلاء الأشخاص أوروبيون".
وأردف: "هؤلاء الناس أذكياء ومتعلمون. هذه ليست موجة اللاجئين التي اعتدنا عليها من أشخاص لم نكن متأكدين من هويتهم وماضيهم الغامض، إذ يحتمل أن يكونوا حتى إرهابيين".
تزامنًا، لم تقتصر العنصرية تجاه العرب على السياسيين الغربيين المتطرفين، حيث كشفت أحداث النزوح والهروب إلى خارج أوكرانيا الاختلافات الصارخة في المعاملة التي يتم تقديمها للأوكرانيين مقارنة مع المهاجرين واللاجئين من الشرق الأوسط وإفريقيا.
ولفت مراسل "العربي" في رسالة له من دنيبرو إلى أن الطلاب العرب في أوكرانيا حزموا أمتعتهم وتوجهوا إلى الحدود البولندية والرومانية، لكنهم يدفعون للهروب بجهودهم الخاصة بالدولار أو العملة المحلية مقابل ركوبهم الحافلات التي تقلهم في رحلة محفوفة بالمخاطر، في حين يتمتع المواطنون الأوكرانيون بإعفاء من أجور النقل.
كما انتشرت تقارير صحافية تؤكّد أيضًا منع ذوي البشرة السمراء من ركوب القطارات والحافلات التي تنقل الأشخاص إلى الحدود، ولا يُسمح "للبعض" بالعبور إلى دول أخرى.