منذ بدء العدوان على غزة، ارتكبت إسرائيل في القطاع المحاصر جرائم وصفت بأنها منافية للقانون الدولي والإنساني، كما اتُهمت تل أبيب بممارسة شتى أشكال المجازر والإبادة الجماعية بحق أهالي غزة دون استثناء.
وتعد قصة الطفلة هند التي قتلها الاحتلال مع أقاربها وهم يحاولون الهرب من القصص المؤلمة التي لا تمحى من الذاكرة.
فقد حاولت هند الاستغاثة بفريق الهلال الأحمر الفلسطيني لثلاث ساعات متواصلة ولكن دون جدوى، فلفظت أنفاسها الأخيرة ولكن بقيت كلماتها الأخيرة محفوظة في ذاكرة التاريخ، عندما قالت: "خذيني تَعالي. أمانة خايفة تعالي. رنّي على حدا يجي يأخذني"، إلى أن أُعلن العثور على جثتها، في حيّ تل الهوى غربي مدينة غزة.
335 رصاصة أصابت سيارة الطفلة هند
وعادت قصة هند إلى الواجهة من جديد، عبر تحقيق جنائي مستقل خلص إلى أن السيارة التي استشهدت فيها رجب أصيبت بـ335 رصاصة.
وأورد التقرير أن البندقية المستخدمة في الهجوم كانت تُطلق النار بمعدل 750 إلى 900 طلقة في الدقيقة، وهذا المعدل يتوافق مع أسلحة جيش الاحتلال المثبتةِ على دبابة ميركافا.
كما أورد التقرير أن الدبابة التي أطلقت النار على السيارة كانت تتمركز على مسافة تتراوح بين 13 إلى 23 مترًا عندما قتلت ليان، ابنة عم رجب البالغة من العمر 15 عامًا، أي أن قرب الدبابة الإسرائيلية من سيارة هند، يمكن أن يُفسَّر بأن طاقم الدبابة كان قادرًا على رؤية السيارة وركابها بوضوح، وربما كانوا على علم بوجود طفلين فيها.
قضية رمزية
وقد تحولت قضية هند إلى قصة رمزية، ليس فقط في عالمنا العربي، بل على مستوى العالم ممن يدعمون القضية الفلسطينية.
ففي جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، استولى الطلاب المتظاهرون على مبنى في الحرم الجامعي وأطلقوا عليه اسم "Hind’s Hall" تكريمًا لرجب.
وفي السادس من مايو/ أيار، أصدر مغني الراب الأميركي ماكليمور، أغنية بعنوان “Hind’s Hall”، لإحياء ذكرى رجبرواد.
مواقع التواصل تتفاعل مع التحقيق بمقتل الطفلة هند
وقد تفاعل مستخدمو مواقع التوصل مع نشر التحقيق الخاص بمقتل الطفلة هند.
وكتب دكتور شهرم معروف: "لو حدث هذا في أوكرانيا، لأثارت غضب وسائل الإعلام عن حق، ولكنْ لسوء الحظ، يبدو أن الأرواح ليست متساوية."
أمّا عمر سليمان قال معلقًا: "أطلق الجيش الإسرائيلي السادي 356 رصاصةً عمدًا على سيارة كانت تقل فتاة صغيرة. إنهم عازمون على الإبادة. لن تُعامَل هند أبدًا مثلَ آن فرانك في المفهوم الغربي، لكنها ستظل رمزًا لنا إلى الأبد".
أمّا الصحفية آبي مارتن كتبت :"بعدما أعطى المسعفون إسرائيل إحداثيات لإخلاء الطفلة هند رجب، أطلقوا 355 طلقة على السيارة التي كانوا يعلمون أنها تستقلها".
وكتبت المحامية والمدافعة عن حقوق الانسان شيفاني كابو: "355 رصاصة لطفل عمره ست سنوات! لن أقول أي شيء".
وتساءلت: "ما الذي يمكن أن يقال لتفسير أو فهم الوحشية التي تعرض لها طفل صغير كهذا وما هي الكلمات الممكنة التي قد تُبرر ما حدث لطفل في السادسة من العمر على يد الوحوش المدرعة الجبارة؟".