Skip to main content

مأساة المهاجرين في اليونان.. توقيف تسعة مصريين يشتبه بأنّهم مهرّبون

الجمعة 16 يونيو 2023

أوقفت السلطات اليونانية تسعة أشخاص يحملون الجنسية المصرية ويُشتبه بأنّهم مهربون، بعد غرق مركب مهاجرين قبالة السواحل اليونانية يحتمل أنّه أسفر عن مقتل المئات، في حين تواصلت عمليات البحث عن ناجين.

وأفاد مصدر في أحد الموانئ وكالة "فرانس برس"، بأنّ بين الموقوفين قبطان المركب المتهالك الذي انقلب قبل أن يغرق، مما أدى إلى مصرع 78 شخصًا على الأقل، وفق حصيلة رسمية.

وأورد المصدر أنّ مركب الصيد غادر مصر فارغًا متوجهًا إلى إيطاليا، قبل أن يستقلّه مهاجرون في مدينة طبرق الساحلية شرقي ليبيا.

وذكرت وكالة الأنباء اليونانية أنّ الأشخاص أوقِفوا في كالاماتا، ميناء شبه جزيرة بيلوبونيز الذي نُقل إليه الناجون، ويُشتبه بأنهم مارسوا "التهريب غير القانوني" للبشر.

وأبدت المنظمة الدولية للهجرة "خشيتها من غرق مئات الأشخاص الإضافيين، في إحدى أسوأ المآسي في المتوسط خلال عقد".

نساء وأطفال بين المفقودين

وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليونانية إيلياس سياكانتاريس، الأربعاء، أنّ معلومات غير مؤكدة أشارت إلى أن 750 شخصًا كانوا يستقلّون المركب.

وقال سياكانتاريس إن محرّك المركب تعطّل الثلاثاء قبيل الساعة 23:00 بتوقيت غرينتش، وانقلب في أعمق مياه المتوسط على بعد 47 ميلًا بحريًا (87 كيلومترًا) من بيلوس في البحر الأيوني، وغرق خلال 10 إلى 15 دقيقة.

وحتى الآن، أُنقذ 104 أشخاص، جرى إيواءهم مؤقتًا في مستودع في ميناء كالاماتا، لتتمكّن السلطات من التعرّف إليهم، على أن يتمّ نقلهم قريبًا إلى مركز استقبال للمهاجرين في مالاكاسا شمال شرق أثينا.

واستلقى الناجون الذين كانوا في حال صدمة وإرهاق، داخل هذا العنبر وتساعدهم فرق من الصليب الأحمر. بينما نُقلت جثث الضحايا إلى مقبرة شيستو في الضاحية الغربية لأثينا، حيث سيجري العمل على تشريحها، حسب التلفزيون العام.

وقالت المتحدثة باسم خفر السواحل إنّ الناجين "جميعهم رجال"، مشيرة إلى احتمال أن يكون نساء وأطفال بين المفقودين.

وأشارت السلطات إلى أن الناجين هم 47 سوريًا، و43 مصريًا، و12 باكستانيًا، وفلسطينيان.

وأكد عدد من المسؤولين أنّ الناجين لم يرتدوا سترات نجاة.

إلى ذلك، واصل زورقا دوريات وفرقاطة تابعة للبحرية اليونانية، وثلاث مروحيات، وتسع سفن أخرى مسح المياه غرب سواحل بيلوبونيز، إحدى أعمق المناطق في المتوسط، بحثًا عن الضحايا.

"الوضع مروّع"

أما في مرفأ كالاماتا، جنوب غرب اليونان، إلى حيث نُقل الناجون، فأكّدت إيراسميا رومانا من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن "الوضع مروّع فعلًا"، مضيفة أنّ الناجين "في حال نفسية سيئة جدًا، وأن الكثير منهم في حال صدمة ومرهقون".

والأربعاء، قال المتحدث باسم الحكومة: "لا نعلم عدد من كانوا داخل المركب، لكن نعلم أنه عادةً ما يُغلق عليهم المهربون المنافذ لإبقاء الأمور تحت السيطرة".

وروى أحد الناجين للأطباء في مستشفى كالاماتا أنه رأى نحو 100 طفل في المركب.

وأضاف المصدر أنّ أكثر من 20 شخصًا ما زالوا في المستشفى في كالاماتا.

بدوره، أوضح مانوليس مكاريس، مدير قسم أمراض القلب في مستشفى كالاماتا، أنّ المرضى "في الغالب يعانون التهابات رئوية، وجفافًا، وانخفاضًا في درجة الحرارة".

وأظهرت صورة نشرها خفر السواحل سفينة صيد زرقاء طولها 25 إلى 30 مترًا في حال سيئة ويعجّ سطحها بالناس.

وقال مكاريس استنادًا إلى شهادات ناجين: "المركب كان مليئًا بالأطفال والنساء ولا يُعرف عددهم".

وأعلنت سلطات الموانئ اليونانية أنّ طائرة تابعة لوكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس) شاهدت المركب الثلاثاء، لكنّ فرق الإغاثة لم تتدخّل لأنّ المهاجرين الذين كانوا على متنه "رفضوا أيّ مساعدة".

ولم تعلّق "فرونتكس" على الموضوع، لكن رئيسها هانس ليتنس توجه إلى كالاماتا لتحديد "دور" وكالة مراقبة الحدود الأوروبية في حادث الغرق "الرهيب".

من جهته، قال نيكوس سبانوس، الخبير الدولي في الحوادث البحريّة، لقناة "آي أر تي": "لا يُسأل الأشخاص الذين هم على متن مركب يواجه صعوبات إذا كانوا يريدون مساعدة. كان يجب مساعدتهم على الفور".

"عار"

وأمرت المحكمة العليا اليونانية بإجراء تحقيق لتحديد أسباب المأساة التي صدمت اليونان.

ومنذ سنوات، تتّهم منظمات غير حكومية ووسائل إعلام دولية أثينا بإبعاد المهاجرين الذين يطلبون اللجوء في الاتحاد الأوروبي.

وأعلنت اليونان الحداد ثلاثة أيام حتى السبت، بعد المأساة التي وقعت قبيل الانتخابات التشريعية في 25 يونيو/ حزيران الحالي، وهي الثانية في شهر.

لكنّ عددًا من الصحف لم يُخفِ غضبه من هذه المأساة الجديدة. وعنونت صحيفة "إفسين" ذات الخط اليساري الوسطي صفحتها بكلمة "عار" بستّ لغات.

وفي أثينا وتيسالونيكي، ثاني مدن اليونان، تظاهر نحو خمسة آلاف شخص، رافعين شعارات مثل "الحكومة والاتحاد الأوروبي يقتلان"، و"لا لأوروبا قلعة مُحصّنة. تضامن مع اللاجئين".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة