الإثنين 16 Sep / September 2024

مأساة جديدة للروهينغيا.. مصرع 17 مهاجرًا بعد غرق زورقهم قبالة ميانمار

مأساة جديدة للروهينغيا.. مصرع 17 مهاجرًا بعد غرق زورقهم قبالة ميانمار

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" من العام الماضي حول وصول العشرات من الروهينغا إلى إندونيسيا هربًا من مخيمات بنغلادش (الصورة: غيتي)
يحاول الآلاف من أقلية الروهينغا المضطهدة في ميانمار، الهرب برحلات بحرية محفوفة بالمخاطر من مخيمات بنغلادش سعيًا للوصول إلى ماليزيا وإندونسيا.

لقي 17 مهاجرًا على الأقل حتفه قبالة سواحل ميانمار، بعد غرق مركب ينقل مهاجرين من أقلية الروهينغيا كانوا يحاولون الفرار من البلاد هربًا من الاضطهاد.

فقد أعلنت مؤسسة "شوي يونغ ميتا" للإغاثة اليوم الخميس، غرق مركب المهاجرين نتيجة ظروف مناخية صعبة بعد إبحاره ليل الأحد الإثنين، متوجهًا إلى ماليزيا وعلى متنه أكثر من 50 شخصًا. 

وقال بيار لا، أحد عناصر الإغاثة في المؤسسة لوكالة الأنباء الفرنسية في سيتوي في ولاية راخين: "عثرنا على 17 جثة، وهناك نحو 30 آخرين في عداد المفقودين".

فقد تم انتشال جثث 10 نساء و7 رجال بعد أن جرفتها الأمواج على ساحل ميانمار، حسبما قال المتحدث باسم مجموعة الإنقاذ الذي كشف أنه عُثر على "8 رجال أحياء، اقتادتهم الشرطة لاستجوابهم".

وأشار لا، إلى أن فرق الإنقاذ تواصل عمليات البحث عن المفقودين ولو أن عدد الركاب لا يعرف بشكل دقيق.

اضطهاد الروهينغيا

ويقوم آلاف الروهينغيا كل سنة بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر من مخيمات بنغلاديش وميانمار، سعيًا للوصول إلى ماليزيا وإندونسيا حيث غالبية السكان من المسلمين.

والروهينغيا هم أقلية مسلمة في ميانمار ذات الغالبية البوذية، ووفقًا لجماعات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، هم من بين أكثر الأشخاص تعرضًا للاضطهاد في العالم. 

ففي عام 2017، أجبرت حملة عسكرية في راخين 750 ألفًا من الروهينغيا على الهروب من الولاية إلى مخيمات اللاجئين في بنغلاديش، وسط شهادات أفادت عن عمليات قتل وحرق واغتصاب. 

وتؤوي ولاية راخين في ميانمار نحو 600 ألف مسلم من الروهينغيا، يعانون حرمان الجنسية وحرية التنقل والتمييز ومنع والسفر والرعاية الصحية والتعليم، بحسب "الغارديان".

ووصفت منظمة العفو الدولية ظروف عيش الروهينغيا في ولاية راخين بأنها أشبه بـ"الفصل العنصري"، في بلد تحكمه السلطات العسكرية منذ الانقلاب في الأول من فبراير/ شباط 2021.

وتواجه ميانمار بهذا الصدد اتهامات بارتكاب "أعمال إبادة جماعية" أمام محكمة العدل الدولية.

محاولات الهرب

وحاول أكثر من 3500 من الروهينغيا عبور بحر أندامان وخليج البنغال في 39 مركبًا خلال العام 2022، بالمقارنة مع 700 العام السابق، بحسب بيانات وكالة الأمم المتحدة للاجئين الصادرة في يناير/ كانون الثاني.

وقضى أو فقد ما لا يقل عن 348 من مسلمي الروهينغيا في البحر خلال العام الماضي، وفق ما أفادت الوكالة داعية إلى تحرك إقليمي لتفادي وقوع مآس جديدة.

كما أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن الدعوات الموجهة إلى السلطات البحرية في المنطقة من أجل إغاثة ركاب السفن المهددة بالغرق "بقيت حبرًا على ورق وظلت سفن كثيرة تائهة على مدى أسابيع".

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2022، وصل 58 من مسلمي الروهينغيا على شواطي إندونيسيا بعد أسابيع من إبحارهم هربًا من المخيمات المزدحمة في بنغلاديش، حيث واجهوا طيلة أيام خطر الموت جوعًا وعطشًا، قبل أن تعترضهم قوارب الصيادين الإندونيسيين.

إعادة قسرية للاجئين

وتعتزم بنغلاديش وميانمار تنفيذ خطة تجريبية لإعادة 1176 لاجئًا، رغم المخاوف التي أبداها عدد من اللاجئين ومنظمات حقوقية مثل "هيومن رايتس ووتش" التي حذرت من "مخاطر كبرى" عليهم.

في هذا الصدد، أكد ممثل أميركي كبير لحقوق الإنسان في بنغلاديش في يوليو/ تموز الفائت، أن الظروف لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين الروهينغيا إلى ميانمار.

من جهة ثانية، اضطر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى خفض الحصص الغذائية التي يقدمها للاجئين الروهينغيا في بنغلاديش بسبب نقص في التمويل ناجم عن تراجع الهبات.

واجتاح إعصار ولاية راخين في مايو/ أيار ومنع المجلس العسكري وصول المساعدات الدولية إلى مئات الآلاف من المتضررين منه.

هذا وتسود الفوضى في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه جنرالات في شباط/فبراير 2021 وأطاح حكومة الزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close