تعيش مستشفيات الشمال السوري وضعًا صحيًا كارثيًا في ضوء الأعداد الكبيرة من المصابين، جراء الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا وخلّف آلاف القتلى في البلدين.
وأكّد مدير مستشفى عقربات في إدلب سميح قدور في تصريح خاص لـ"العربي"، صعوبة الوضع الصحي في الشمال السوري جراء "الوضع الكارثي" في أعقاب الزلزال.
وأشار قدور إلى أن عدد المرضى الوافدين إلى المستشفيات "كان كبيرًا جدًا"، لافتًا إلى أن المستشفيات في الشمال السوري "غير قادرة" على تحمل الأعداد الكبيرة من المصابين جراء الزلزال.
ووقع الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجات فجر الإثنين بالقرب من الحدود التركية السورية. وحتى صباح الجمعة، تجاوز عدد الضحايا في البلدين 21700 قتيل. وما زالت جهود البحث مستمرة، لكن فرص العثور على ناجين تتضاءل.
ولفت قدور إلى أن مستشفى عقربات قد استقبل أكثر من 480 حالة في أقل من 24 ساعة منذ لحظة وقوع الزلزال. وذكر أنه تم إجراء عمليات دقيقة لحالات حرجة ضمن إمكانات ضعيفة.
الصعوبات اللوجستية وعدم توفر آليات ثقيلة يعيقان عمليات الإنقاذ في بعض المناطق السورية.. التفاصيل مع مراسلنا 👇#زلزال_ترکیا_وسوريا #سوريا pic.twitter.com/FC8r7XJbxI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 10, 2023
وكشف أن المستشفى يمتلك جهازًا وحيدًا لإجراء الأشعة، فيما معدات التخدير وغيرها التابعة للإسعافات الأولية والضرورية "قليلة جدًا"، ولا تكفي للاحتياجات العاجلة.
وبينما تحدث عن النقص في المحروقات والمستلزمات الطبية والتخصصية منها، نفى ورود أي مساعدات أممية للمستشفى، مشيرًا إلى استجابات فردية وأخرى من جانب المنظمات غير الحكومية المحلية.
المخزون ينفد في شمال غرب سوريا
إلى ذلك، حذر برنامج الأغذية العالمي اليوم الجمعة من أن مخزونه ينفد في شمال غربي سوريا، مطالبًا بفتح المزيد من المعابر الحدودية من تركيا بعد الزلزال الذي ضرب البلدين.
وأشارت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية للبرنامج في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية، في حديث للصحفيين، إلى أن "شمال غربي سوريا، حيث يعتمد 90% من السكان على المساعدات الإنسانية، يمثل مصدر قلق كبير".
وأضافت: "نصل للناس هناك، لكننا بحاجة لإعادة تعبئة مخزوننا".
وبينما تحدثت عن الحاجة لطريقة لجلب مخزونات جديدة، قالت إن "المعبر الحدودي مفتوح الآن، لكننا بحاجة إلى فتح معابر حدودية جديدة".
وكانت الولايات المتحدة قررت تقديم مساعدة بقيمة 85 مليون دولار إلى تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمّر، وتعليق بعض العقوبات المفروضة على دمشق مؤقتًا.
وأوضحت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو اس إيد"، أن الأموال ستسلم لشركاء على الأرض من أجل "تقديم المساعدات العاجلة لملايين الأشخاص".
وبينما تشمل المساعدات المواد الغذائية والمأوى والخدمات الصحية الطارئة، قالت المنظمة إن التمويل سيدعم أيضًا تأمين مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي لمنع تفشي الأوبئة.
