يسعى منظرو مؤامرة كوفيد-19 إلى الاستفادة من ملايين المتابعين الذين قاموا بتكوينهم على "انستغرام" أثناء الوباء، من خلال تسويق المكملات الغذائية والنصائح الصحية.
وتتعرض شركة "فيسبوك" التي تملك "إنستغرام" لحملة انتقادات على خلفية تراخيها في التعامل مع القضية، بحسب صحيفة "الغارديان".
تصر "فيسبوك" على أنها تتخذ المزيد من الإجراءات بشأن المعلومات الصحيّة الخاطئة، فيما تزداد شعبية قنوات المؤامرة على المنصة، حيث اكتسب 100 حساب ما يقرب من مليون متابع في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.
وحدد مكتب الصحافة الاستقصائية أكثر من 100 حساب تروّج لنظرية "المؤامرة" لجمهور يقارب 6 ملايين شخص على "إنستغرام".
ومن المحتمل أن يضع هذا الأمر، عملاق التكنولوجيا الأميركي في خرق لتعهده للحكومة البريطانية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بأنه سيعمل على منع المستخدمين من الاستفادة من المعلومات الخاطئة عن لقاح فيروس كورونا عبر الإنترنت.
كيف تستفيد بعض المجموعات من الادعاءات المضللة؟
تضمنت الحسابات المتعقبة مجموعة من مستخدمي "إنستغرام" تسمى "هيلث فريدوم فور هيومانيتي" (HFFH)، حيث يتولى أليك زيك 28 عامًا وهو كابتن في الجيش الأميركي ولاعب كرة يد على المستوى الأولمبي، إدارة المجموعة وهو شريك مؤسس بها.
وتستضيف صفحة زيك التي يبلغ عدد متابعيها 85000 متابع مجموعة من الادعاءات المضللة، بما في ذلك أن فيروس كوفيد-19 لم يتم عزله مطلقًا. يروج حسابه لـ"هيلث فريدوم فور هيومانيتي"، لكنه يشير أيضًا إلى صفحة شركة ناشئة يستخدمها مستخدمو "إنستغرام" على نطاق واسع لتوجيه المستخدمين إلى موارد أخرى ورعاة ومنتجات للبيع.
قال زيك: "تضم منظمتنا أشخاصًا من جميع مناحي الحياة متحدون في إيماننا بأن الإجراءات الطبية الإلزامية من أي نوع، أو الإكراه الطبي، أو القيود على الاختيار الصحي تنتهك حقوق الإنسان الأساسية".
كما تُعدُّ برامج المتابعة إحدى الطرق الأكثر شيوعًا لكسب المال على "إنستغرام". وتوفر خفضًا للمبيعات لشخص ما مقابل أن يوصي آخرين باستخدامه.
وقد روّجت أكثر من 12 حسابًا من الحسابات التي تم التحقيق فيها لبخاخات التخلص من السموم الثقيلة. يزعم العديد من المجموعات والمؤثرين المناهضين للقاحات، بشكل خاطئ، أن تتبع كميات من المعادن الثقيلة مثل الألمنيوم المستخدم في بعض اللقاحات يسبب مشاكل صحية.
كما تروج حسابات أخرى للمكملات والأجهزة التي تعد بتحسين الرفاهية، مع تضليل هؤلاء الأشخاص بشأن حالة الطوارئ الصحية العامة التي تحدث من حولهم.
This is a pretty boomer comic. Features Bill Gate's new virus, COVID-19, and whatever boomer conspiracy theory (minus Astolfo) pic.twitter.com/M47slU5YrF
— Femboys In Context (@FemboyIC) April 9, 2021
هل تتحمل شركات التواصل الاجتماعي المسؤولية؟
ووفقًا للصحيفة، فعلى الرغم من أن "إنستغرام" و"فيسبوك" لا تستفيدان بشكل مباشر من مخططات كسب المال هذه، إلا أن نموذج أعمالهما يعتمد على الحفاظ على مشاركة الجمهور.
وقد تعرضت الشركتان وشركات التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل "يوتيوب"، لانتقادات بسبب زيادة المشاركة من خلال جذب المستخدمين نحو المحتوى والآراء المتطرفة أو المؤامرة.
وفي هذا السياق، اتهم اللورد بوتنام، الذي يرأس لجنة اللوردات للديمقراطية والتكنولوجيا الرقمية، "فيسبوك" وآخرين بالقيام بالحد الأدنى المطلق لمواجهة ذلك.
ويقول بوتنام: "المشكلة ليست فيما يمكنهم تصحيحه؛ يجب عليهم تعديل نموذج أعمالهم حتى يتمكنوا من تصحيح الأمر". ويضيف: "إذا قاموا بتغيير نموذج أعمالهم، فسيكونون أقل ربحية".
وفي سياق متصل، اعتبرت نينا يانكوفيتش، باحثة المعلومات المضللة في مركز الأبحاث الأميركي التابع لمركز ويلسون، أن فيسبوك لا يمكن أن يعفي نفسه من مسؤولية تحقيق الدخل والمعلومات المضللة حتى لو لم يتم ذلك مباشرة من خلال "إنستغرام". وقالت: "إنهم يوفرون الوسائل التي يتم من خلالها تضخيم ذلك".
أمّا "فيسبوك" فقد أكّدت أنها تتخذ خطوات صارمة لإزالة المعلومات الخاطئة حول كوفيد-19، بما في ذلك معلومات خاطئة حول اللقاحات المعتمدة.
ووفقًا للصحيفة فقد حذفت "فيسبوك" عددًا من الحسابات، بما في ذلك تلك التابعة لـ"هيلث فريدوم فور هيومانيتي" وزيك.