أكدت المنظمة الدولية للهجرة اختفاء قرابة 600 مهاجر، أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر من تونس وليبيا، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، وهو أعلى رقم منذ 2014.
وأوضحت رئيسة قسم حماية المهاجرين بالمنظمة الدولية للهجرة، أليس سيروني، أن "طريق الهجرة في عرض البحر الأبيض المتوسط من ليبيا وتونس إلى أوروبا لا يزال مميتًا أكثر من كل الطرق الأخرى".
وتشير المنظمة إلى أنّه يجب إيجاد البدائل لإنقاذ الأرواح قبل أن تُهدَر، فضلًا عن أنّ ليبيا ليست مكانًا آمنًا للمهاجرين، حيث يتعرّض الناجون من هول البحر لانتهاكات واعتداءات جنسية وحشية، وفق تقارير وثّقتها الأمم المتحدة.
وفي أحدث مأساة، تمكنت السلطات التونسية من إنقاذ 30 شخصًا، ممن كانوا على متن قارب خشبي كان يقل أكثر من مئة شخص، انقلب قرب جزيرة قرقنة جنوب شرق البلاد، بسبب سوء أحوال الطقس، بينما بقي 75 في عداد المفقودين.
ويبقى حلم الهجرة حلمًا يمرّ عبر الطريق الأخطر في العالم الذي يربط دولًا إفريقية جنوب الصحراء بأخرى متوسطية كليبيا التي دمّرتها الحرب والنزاعات.
عوامل متداخلة
وتعتبر الصحافية الليبية سميرة السعيدي أنّ الأرقام المذكورة للمفقودين مقبولة "نوعًا ما"، مشيرة إلى أن جنسية هؤلاء متنوعة، حيث يدخلون إلى ليبيا للوصول إلى حلمهم وبلوغ دول أوروبا.
وتضيف السعيدي في حديث إلى "العربي"، من لندن، أن عملية الهجرة لا تبدأ من السواحل، بل من العمق الإفريقي عبر مليشيات وعصابات تدير هذه الهجرة غير الشرعية، وتستغل هؤلاء القادمين من معظم الدول العربية والإفريقية.
وتشدد على أن التعامل من قبل السلطات الليبية مع الهجرة لن يكون على مستوى عالٍ لغياب الإمكانيات الأمنية، وكون ليبيا تعيش حالة من الفوضى.
وتلفت السعيدي إلى أن البدائل التي يجري الحديث عنها حول أزمة المهاجرين، يكون بتكاتف الدول الأوروبية والمجتمع الدولي لحل هذه الإشكالية لطريق الموت، عبر دعم استقرار ليبيا مثلًا، إضافة إلى تجاهل الأعداد الكبيرة للمفقودين بالصحراء للمهاجرين.