شاع في الفترة الأخيرة مصطلح "سيلفي اللقاح"، أو "الفاكسي"، مع البدء بحملات التلقيح ضد فيروس كوفيد-19، حيث بدأ الأطباء والمؤثرين في المجتمع بالتقاط صور السيلفي أثناء أخذ اللقاح، ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتختلف الآراء بين من يجد الخطوة إيجابية، وتشجع على أخذ اللقاح، وبين من يراها سلبية تعكس الفوارق الاجتماعية والاقتصادية.
ويرى عبد الله أبو عدس، المستشار في الطب النفسي، أن هذه الظاهرة أمر إيجابي؛ إذ أنها بمثابة "رسالة توعوية تستهدف الفئة المتخوّفة والمترددة من أخذ اللقاح".
ويقول أبو عدس في حديث إلى "العربي": "يؤدي أخذ هذه الصور من قبل شخصيات معروفة أو مؤثرة نوعًا ما، إلى إزالة المخاوف وتقليل الصراع النفسي المتعلق بالخوف من أخذ اللقاح".
ويعتبر أن "الفاكسي" إحدى الوسائل الاجتماعية والنفسية المهمة، ولا سيما إذا اقترنت بعبارات داعمة ومشجعة.
وتلعب الصورة دورًا في تشكيل وعي عالمي إيجابي تجاه اللقاح وتقويض نظرية المؤامرة الطبية. ويؤكد أبو عدس أن العلم هو السلاح الأنجح للتعاطي مع الأزمة الصحية الراهنة.
ويشير أبو عدس إلى دورها في زيادة تحصين الجماعة ضد الفيروس. ويقول: إن ثلث السكان في أي مجتمع يعتقدون بأهمية اللقاح، وهناك ثلث رافض كليًا، أمّا الثلث الأخير فهو متردد، والمترددون يهددون تحقيق المناعة المجتمعية أو يقودون إليها.
الفوارق الطبقية في المجتمعات
من جهة أخرى، يمكن أن يمثل التقاط الصور "حالة من الأنانية لدى الشخص" أو يعكس الفوارق الطبقية بين مَن يستطيع أخذ اللقاح ومن سينتظر فترة للحصول عليه، وفقًا لأبي عدس.
كما يرى أن الفيروس وحّد العالم ضمن نظام صحي واحد، فالحفاظ على نظام صحي مستقر يستوجب تطعيم أغلبية سكان المعمورة.
ويُشدّد أبو عدس على دور كوفيد-19 في تعميق الفوارق الاجتماعية، التي كانت موجودة قبل تفشّي الفيروس، بين فئة وأخرى في المجتمع ذاته أو بين دولة ودولة أخرى، الأمر الذي يؤدي إلى سخط لدى بعض الفئات التي ستتأخّر عن أخذ اللقاح، أو تلك التي تضرّرت شخصيًا عبر فقدان شخص عزيز.
ويعتبر أن الفيروس يمثل تهديدًا وجوديًا للبشرية، ولا بد من إيجاد مبادرات عالمية للتعامل معه.
كما يشير أبو عدس إلى أهمية مبادرة منظمة الصحة العالمية عبر آلية "كوفاكس" التي تشرف عليها، والتي تقضي بتوزيع اللقاح على المجتمعات الفقيرة والمتوسطة؛ وبذلك تتراجع الفوارق الاقتصادية بين الدول الغنية والدول الفقيرة.