ما عجزت السياسة عن تحقيقه، قام به منتخب المغرب في مونديال قطر 2022، حيث تمكّن "أسود الأطلس" من توحيد العالم العربي بأسره خلفه بعد نجاحه في كتابة تاريخ جديد لكرة القدم العربية والإفريقية.
هذا ما توّصل إليه يوسف حسين، خلال جولته لرصد آراء الجماهير العربية التي توافدت إلى قطر لدعم فريق المغرب، الذي أبهر العالم بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم.
يأتي ذلك، ضمن تغطية برنامج "جو شو" الفريدة لمونديال قطر، حيث خصص الحلقة الرابعة من سلسلة الحلقات الخاصة بكأس العالم، للاحتفاء بالإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي.
"مباراة الوطن العربي"
وعلى الرغم من خسارته أمام فرنسا بهدفين بدون ردّ، إلا أن برنامج "جو شو" نقل فخر المشجعين العرب الموجودين في قطر بأداء "الأسود"، حيث وصف أحدهم اللقاء بأنه "مباراة الوطن العربي" وليس مباراة المغرب فقط.
كما التقت كل الآراء على أن المغرب لم يخسر، بل ربح محبة العرب كلهم، وحجز مكانةً في صفوف فرق الصف الأول حيث ستعمل الأجيال القادمة على تحقيق حلم الوصول إلى الكأس.
وقال أحد المشجعين: "المنتخب المغربي رفع سقف التحدي لكل المنتخبات العربية، وغيّر الآفاق بتقديمه مستوى يدعو إلى الاعتزاز".
بينما قالت إحدى السيدات "لأسود الأطلس": "ارفعوا رؤوسكم أنتم رجال وقدمتم لعبًا جميلًا، أهم ما في الأمر أننا اتحدنا كعرب تحت اسم المغرب".
"سير سير"
وبالعودة إلى استديوهات "العربي" في لوسيل، يتحدّث مقدم برنامج "جو شو" عن تجربته بعد حضوره المباراة التي جمعت المغرب والبرتغال، حيث كشف للمشاهدين أنه كان يعتقد أن المشجعين المغربيين يهتفون "Si" لإظهار الروح الرياضية تجاه المنتخب البرتغالي كونها عبارة رونالدو الشهيرة التي يرددها بعد تسجيل هدف.
لكن تبين لـ"جو" الذي صاح "سي" أن ما كان يقوله المغاربة في الحقيقة كان "سير" أي "تقدّم"، ومن هنا يلحظ مقدم البرنامج كيف تقدم المنتخب المغربي بالفعل ووصل إلى الربع النهائي بعد إقصاء البرتغال، ومن ثم إلى المربع الذهب حيث واجه فرنسا بالنصف النهائي.
فقال حسين بطرافة: "أنا لو كنت في صالة الرياضة وقال أحدهم لي، عاش، فسأرفع الحديد والمدرب ويمكن أن أخرج الروح المعنوية وأرفعها أيضًا من فرط الحماس".
ومن هنا، يتطرق "جو" إلى أهمية الجماهير التي يراها بأنها عامل حاسم في المباريات لرفع معنويات اللاعبين، ولذلك يطلق البعض على المشجعين لقب "اللاعب رقم 12".
الخوف من "الأسود"
وفي الفقرة الثالثة من "جو شو"، توقف حسين عند تخوف المنتخبات الغربية من إنجازات المغرب التي شكلت مفاجئة لكل المشاركين في كأس العالم.
فقد استعرض البرنامج كيف اشتكى بعض اللاعبين من "الفيفا" خلال المؤتمرات الصحافية لتبرير خسارتهم أمام المغرب، فعلى سبيل المثال صرح اللاعب البرتغالي برونو فرنانديز أنه لا يجب وضع حكم أرجنتيني بينما المنتخب الأرجنتيني لا يزال في المنافسة.
ليردّ عليه حسين: "لقد جعلتني أظن أن الحكم هو من قام بتسجيل الهدف وليس يوسف النصيري".
كذلك، زعم لاعب البرتغال كيبلر بيبي أن "الفيفا" تهدي كأس العالم للأرجنتين. فتهكم "جو" قائلًا: "تخيلوا لو فازت المغرب بالفعل على فرنسا.. أعتقد أن مجلس الأمن كان سيعقد اجتماعًا طارئًا للتحذير من المدّ المغربي".
الرحلة إلى المربع الذهبي
ومتابعةً لوصول المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، استضاف "جو شو" لاعب منتخب قطر السابق ونادي العربي القطري الكابتن رائد يعقوب، الذي ناقش معه أسباب وصول أول منتخب عربي إلى هذه المرحلة المهمة من البطولة الكروية.
ويقول يعقوب إن وصول المغرب إلى المربع الذهبي لم يكن وليد الصدفة أو الحظّ، بل أن العامل الأبرز الذي ساعده في هذا الإنجاز هو "الصبر" والمستوى الذهني العالي.
ويتابع في حديثه مع "العربي": "عندما يلعب المنتخب المغربي أولى مبارياته مع وصيف كأس العالم (كرواتيا) بهذا الثقل، فهو يعطي انطباعًا ورسالة بأنه حاضر لخوض تحدي كأس العالم بشكل ممتاز، وهذا الأمر انعكس في مباراته الثانية مع بلجيكا المصنف الثاني عالميًا".
كما عزز المغرب مكانته بعد تصدره المجموعة، واستمر في اللعب بهذه الثقة في كل مبارياته.
أما في أرضية الملعب، فيلفت يعقوب إلى أن اللاعبين المغربيين محترفين وبرزوا في المراوغة واللعب الجيد، إلى جانب انضباطهم وتركيزهم على "القيام بالواجب" حيث كانوا مصممين على تحقيق الإنجازات.