مع تفشي موجة جديدة من وباء كورونا في السودان، تبدو مواجهة انتشار الملاريا أكثر صعوبة من ذي قبل، لا سيما مع تراجع الخدمات الطبية في كثير من المؤسسات الصحية في البلاد.
وتحذر منظمة الصحة العالمية من انتشار الملاريا بصورة وبائية تتضاعف فيها أعداد المصابين.
ويقول تقرير للمنظمة إن الاصابات في السودان وحده بلغت 45% من جملة الحالات في إقليم شرق المتوسط، كاشفًا عن 3 ملايين إصابة بالملاريا رغم المساعدات المقدمة إلى الخرطوم.
أسباب بيئية وثقافية
ويشير ولي الدين الفكي، مدير مستشفى محمد الامين حامد للأطفال إلى تسجيل 100 حالة ملاريا بينها حالات وخيمة في الشهر الأول من العام 2021.
ويردف بأن العدد قفز في شهر فبراير/ شباط 73 حالة. أما في شهر مارس/ آذار فقفز 492 حالة.
وترجع إدارة الملاريا في وزارة الصحة ازدياد عدد الاصابات إلى أسباب بيئية وثقافية، وتؤكد وجود 6000 مركز صحي لتقديم الخدمات؛ في وقت تتوقع فيه ارتفاع عدد المصابين بالملاريا في البلاد إلى 6 ملايين.
ويقول مدير إدارة الملاريا في وزارة الصحة السودانية عبدالله حمد إنه تم في العام الماضي توزيع "أكثر من 4.6 مليون ناموسية، لكن للأسف نسبة الاستخدام متدنية وضعيفة جدًا ولا تصل إلى 40%، فيما يفترض أن تكون 100%".
ويشدد على أن للمجتمع وتعاونه دور كبير في تحقيق الأهداف المرجوة والمضي قدمًا في القضاء على الملاريا في البلاد.
معظم السكان معرضون
الدكتور صخر بدوي، العضو في برنامج مكافحة الملاريا في وزارة الصحة السودانية، يحذر في حديثه لـ "العربي" من أن معظم سكان السودان عرضة لخطر الاصابة بالملاريا.
ويُعيد ذلك إلى كون السودان قطر شاسع وفيه مناخات مختلفة، يشكل معظمها بيئة مناسبة لتوالد البعوض الناقل للملاريا.
وإذ يعرب عن اعتقاده بأن مكافحة المرض تسير بالاتجاه الصحيح، يؤكد أنه "كان بالإمكان القيام بأفضل مما كان".
ويشير إلى أن الالتزام السياسي كبير جدًا على مستوى الوزارة ومجلس الوزراء، وكذلك هناك نقاش مستمر بين الوزارة والمانحين حول المنحة القادمة 21-23".
ويلفت إلى أن الخطط يتم وضعها بالتعاون مع جميع الشركاء وكل المهتمين بالملاريا لكي تتناسب مع الفترة القادمة وتحقق الأهداف المرجوة خلال 2021 إلى 2023.
ويعتبر أن القاعدة الذهبية للوقاية من مرض الملاريا هو في مشاركة كل فرد وليس الحكومة وحدها في هذه الغاية.
ويؤكد أهمية اللجوء إلى المؤسسات الصحية في تشخيص وعلاج الملاريا واتباع ارشادات الأطباء..