تستمرّ موجة الحرّ غير المسبوقة في كندا ويرتفع معها عدّاد الوفيات عبر مختلف القطاعات في البلاد.
وقد بلغت درجات الحرارة أرقامًا قياسيّة قاربت الخمسين، في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث دعت إدارة الطوارئ السكان لتوخّي الحذر.
وأدّت موجة الحرّ التي اجتاحت معظم غرب كندا إلى وفاة ما لا يقلّ عن 45 شخصًا في بورتلاند و63 شخصًا في ولاية أوريغون.
وقالت إدارات الطب الشرعي في كولومبيا البريطانية إنّ هناك مئات الحالات من الوفيات المفاجئة وغير المتوقعة، وقد تكون مرتبطة بموجة الحر.
درجات حرارة غير مسبوقة في كندا
وتسبّبت القبة الحرارية التي خيّمت على غربي البلاد وشمال غربيّ الولايات المتحدة في حبس الحرارة، ما جعل مدن فانكوفر بكولومبيا البريطانية وإدمونتون بإقليم الغرب تسجّل درجات حرارة غير مسبوقة منذ أسبوع.
وقد أودت موجة الحرّ التاريخية والمميتة هذه بحياة الكثيرين، ولا سيما من كبار السنّ والمرضى، وهو ما جعل دور الرعاية والمسنّين تطبّق بروتوكولات إضافية للحفاظ على سلامتهم.
وتسبّبت موجة الحرّ أيضًا في اندلاع حرائق أجبرت السلطات على إصدار أوامر إجلاء لسكان قرية في مقاطعة كولومبيا التي سجّلت أعلى درجات حرارة في البلاد لثلاثة أيام متتالية.
وشهدت المسابح والشواطئ وحتى الحدائق توافد العائلات الكندية هربًا من جحيم الحرارة المرتفعة، كما حرص المتطوّعون على توزيع المياه للمشرّدين في الشوارع، بينما عمل الفلاحون وأصحاب المزارع في ريف ألبرتا على حماية حيواناتهم.
هل هي انعكاسات التغيرات المناخية؟
ويوضح أستاذ علم المناخ في الجامعة التونسية زهير الحلاوي أنّ ظاهرة القبة الحرارية يمكن اعتبارها شكلًا من أشكال خصائص المناخ في مناطق النطاق المعتدل القاري.
ويشير الحلاوي، في حديث إلى "العربي"، من تونس، إلى أنّ كندا تتميز بمناخ معتدل قاري، يتّسم في هذه الفترة من السنة على مستوى سطح الأرض بارتفاع في درجات الحرارة، بحيث يكون الهواء منفرجًا من أعلى طبقات الغلاف الجوي إلى أسفله.
ويلفت إلى أنّ حصر الحرارة يقع داخل هذا النطاق، وأنّ هذه الظاهرة طبيعية، لكن ما حدث في كندا خلال نهاية الشهر الماضي، هو من انعكاسات التغيرات المناخية التي بدأنا بالإحساس بها والاستعداد لها منذ نهايات القرن الفائت.