كشف استطلاع للرأي أن الغالبية العظمى من سكان العالم يعتقدون أن تغيّر المناخ سيكون له تأثير أكبر على البشرية من كوفيد 19، وأن القلق على البيئة شائع بين مختلف الفئات العمرية وطبقات المجتمع.
وذكرت صحيفة "الغارديان" أن الاستطلاع، الذي أجراه مركز "أبحاث المستقبل" العالمي بالاشتراك مع جامعة يورك ضمن دراسة حول "القلق البيئي"، وجد أن القلق بشأن الاحتباس الحراري شائع تقريبًا بين كبار السنّ والشباب والطبقة العاملة والطبقة الوسطى.
وبشكل عام، أبلغ 78% من الأشخاص عن مستوى معين من القلق البيئي.
ويقول معدو التقرير إن النتائج التي توصّلوا إليها يجب أن تكون بمثابة تحذير للسياسيين الذين قد يعتقدون أن المخاوف بشأن حالة الطوارئ المناخية تقتصر على الناخبين الأصغر سنًا من الطبقة المتوسطة والعاملة.
ووجد الاستطلاع الذي شمل أكثر من 2100 شخص، أن 56% منهم يعتقدون أن تداعيات تغيّر المناخ ستكون أكبر بالنسبة للعالم من آثار وباء كورونا، حيث تتبنّى غالبية الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية هذا الرأي.
أولوية قصوى عالمية
وبالمثل، يُعتبر تغيّر المناخ أولوية عالمية قصوى بين الناس من جميع الفئات العمرية والخلفيات وفي جميع مناطق المملكة المتحدة.
وعلى الرغم من هذا القلق الواسع النطاق بشأن أزمة المناخ، لا يثق عامّة الناس بقدرة مسؤوليهم على إيجاد الحلول. ويعتقد حوالي 31% ممن شملهم الاستطلاع أن قمة "كوب 26" (Cop26) سيكون لها تأثير ضئيل أو معدوم، ويعتقد 32% منهم أنه سيكون لها تأثير معتدل، بينما يعتقد 18% فقط أنه سيكون لها تأثير كبير.
ووجد الاستطلاع أن الاختلاف الأكبر في مستويات القلق البيئي لم يكن بين الأغنياء والفقراء أو الشباب والكبار، ولكن بين الرجال والنساء. وأبلغت 45% من المشاركات عن مستويات عالية من القلق بشأن تغير المناخ مقارنة بـ36% من الرجال.
وقالت روينا ديفيس، مؤلفة التقرير: "الجميع، غني وفقير، صغير وكبير، في الشمال والجنوب، رجال ونساء، يعانون من القلق البيئي. لذلك، فإن بعض السياسيين الساخرين الذين يسعون إلى استخدام قضايا مثل أسعار البنزين لتقسيم الجمهور ليسوا مخطئين فحسب، بل إنهم يرتكبون خطأ استراتيجيًا أيضًا".
وأضافت: "من يأمل بالفوز في الانتخابات المقبلة، يحتاج للفوز بالجدار الأحمر. وهذا يعني الردّ على المخاوف التي يحملها هؤلاء الناخبون، بدلًا من تصوّراتهم عنها. من خلال بحثنا، يجب أن يشمل ذلك استجابة ذات مغزى لتغيّر المناخ".
من جهته، قال بافلوس فاسيلوبولوس، محاضر في السياسة بجامعة يورك: "هذه النتائج تنافس الآراء الشائعة القائلة إن البيئة ليست سوى قضية تخصّ الطبقة الوسطى الجنوبية. وبدلًا من ذلك، يبدو أن تغير المناخ أصبح أكثر تشابهًا مع قضايا مثل البطالة أو الجريمة، والتي تعترف بها الأغلبية باعتبارها من الأولويات، وتُستخدم لتقييم أداء الحكومة".