تثير محطة زابوريجيا النووية الواقعة جنوب أوكرانيا والخاضعة لسيطرة القوات الروسية مخاوف العالم، في ظلّ تحذيرات وتحركات دولية واتهامات متبادلة، بل مخاوف من "كارثة نووية" محتملة.
وفي جديد المواقف في هذا السياق، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الإثنين من أنّه إذا وقعت "كارثة" في زابوريجيا، فإنّ أوروبا بأسرها ستكون "مهدَّدة"، على حدّ وصفه.
وفي خطابه المسائي اليومي، قال زيلينسكي: "روسيا لا توقف ابتزازها داخل محطة زابوريجيا للطاقة النووية وفي محيطها. القصف الاستفزازي لأراضي محطة الطاقة النووية يتواصل. القوات الروسية تخفي ذخيرة وأعتدة داخل منشآت المحطة نفسها. عمليًا، فإنّ المحطة مفخخة".
وأضاف: "يمكن لأيّ حادث إشعاعي في محطة زابوريجيا للطاقة النووية أن يضرب دول الاتحاد الأوروبي وتركيا وجورجيا ودولاً في مناطق أبعد. الأمر يتوقف على اتجاه الرياح وشدّتها".
وحذر الرئيس الأوكراني من أنّه "إذا أدت تصرفات روسيا إلى كارثة، فإن العواقب قد تطال من يلتزمون الصمت حاليًا".
وناشد زيلينسكي المجتمع الدولي فرض "عقوبات جديدة صارمة ضد روسيا" وعدم "الاستسلام للابتزاز النووي".
وشدد على وجوب "انسحاب القوات الروسية كافة وفورًا ومن دون أي شرط من المحطة والمناطق المحيطة بها".
انفجارات قرب محطة #زابوروجيا النووية في #أوكرانيا تثير المخاوف من كارثة نووية تهدد أوروبا#للخبر_بقية pic.twitter.com/VY1Daedyi6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 15, 2022
"خطورة بالغة"
في غضون ذلك، اعتبر إيجور فيشنفيتسكي، نائب رئيس إدارة الانتشار النووي والحد من التسلح في وزارة الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء أن أي زيارة تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفقد محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية لا يمكن أن تمر عبر العاصمة كييف لأن الأمر ينطوي على خطورة بالغة، حسب ما ذكرت وكالة الإعلام الروسية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن فيشنفيتسكي، قوله للصحفيين: "تخيلوا ما يعنيه المرور عبر كييف.. هذا يعني أنهم سيصلون إلى المحطة النووية عبر خط المواجهة".
وأضاف: "هذا خطر كبير، بالنظر إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية لا تعمل كلها بالطريقة نفسها".
من جهته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: إن الأمم المتحدة لديها القدرات اللوجستية والأمنية اللازمة لدعم زيارة مفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا التي تسيطر عليها روسيا، عن طريق كييف.
ونقلت وكالة "تاس "للأنباء عن فيشنفيتسكي قوله: إن أي زيارة من هذا النوع ليس لديها تفويض لمعالجة مسألة "نزع السلاح" من المحطة كما طالبت كييف، ويمكنها التعامل فقط مع "الوفاء بضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
كييف تريد "إحراج" روسيا
وينفي الكاتب السياسي بسام البني استهداف موسكو لمحطة زابوريجيا النووية، لأنها حسب قوله بحاجة إليها وهي تحت سيطرتها، مضيفًا في الوقت ذاته أن موسكو تستخدم المحطة لتزويد ربع الطاقة التي تنتجها في شبه جزيرة القرم بالكهرباء.
ويتهم في حديث إلى "العربي" من العاصمة موسكو، كييف بقصف محطة زابوريجيا بهدف إحراج روسيا أمام المجتمع الدولي، بسبب خسارتها المعارك على خط الدفاع الأخير للجيش الأوكراني.
ويتساءل بسام البني عما ستستفيده موسكو من قصف المحطة النووية، لافتًا إلى أنها بهذه الخطوة تخسر أكثر مما تستفيد ويزداد الضغط الأخلاقي عليها، وتخسر ثقة المواطنين القاطنين بمحيط المحطة بأنها لا تستطيع حمايتهم. ويشير إلى أن كييف تريد أن تعيد القضية الأوكرانية إلى الواجهة من خلال استهداف زابوريجيا من أجل كسب تعاطف العالم.
وسقطت زابوريجيا، المحطة النووية الأكبر في أوروبا بأسرها، في مطلع مارس/ آذار في أيدي القوات الروسية في الأيام الأولى لبدء روسيا هجومها على جارتها الموالية للغرب.
وفي نهاية يوليو/ تموز تعرضت المحطة لعمليات قصف تبادل الطرفان المسؤولية عنه.
وأثار هذا القصف خشية من وقوع كارثة نووية، ودفع مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع حول هذه المسألة الأسبوع الماضي.