كثّف الاحتلال الإسرائيلي قصفه على وسط غزة وجنوبها، في اليوم السادس والعشرين بعد المئة من العدوان على القطاع، ما رفع أعداد الشهداء والجرحى وفاقم المعاناة الإنسانية.
ويتواصل القصف العنيف على مدينة خانيونس، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 12 شهيدًا منذ صباح الجمعة، بحسب مراسل "العربي".
كما طال القصف محيط مجمع ناصر الطبي، وأشار مراسلنا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت تطلق النار على مباني المجمع.
إلى ذلك، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الجمعة، فقدانها الاتصال "بشكل كامل" بطواقمها بمستشفى الأمل في خانيونس، وسط استمرار اقتحام القوات الإسرائيلية للمستشفى.
وأعربت عن "القلق بشأن سلامة طواقمها والجرحى والمرضى داخل المستشفى"، مشيرة إلى أن "اليوم هو الـ19 على حصار واستهداف المستشفى".
قصف على مدينة غزة
وفي السياق عينه، استشهد 9 فلسطينيين وأُصيب 11 آخرون اليوم الجمعة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء متفرقة من مدينة غزة، حيث استهدف القصف مواطنين خلال انتظارهم وصول المساعدات قرب دوار الكويت جنوبي المدينة.
كذلك شن طيران الاحتلال سلسلة غارات على مناطق شرق غزة، وقصفت مدفعية الاحتلال منزلًا قرب دوار حيدر. وأشار مراسل "العربي"، إلى أن قوات الاحتلال نسفت مربعًا سكنيًا في حي الرمال وسط غزة.
وفي بيت حانون شمالي القطاع المحاصر، استشهد فلسطيني وجرح وفقد آخرون جراء استهداف الاحتلال منزلًا.
وقد أدى الاستهداف الإسرائيلي لمنطقة تل الزعتر الواقعة شرق مخيم جباليا إلى استشهاد فلسطينيَين.
واليوم الجمعة، أعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان، أن إجمالي 27947 فلسطينيًا استشهدوا وأُصيب 67459 آخرون في العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وأشارت الوزارة إلى أن نحو 107 فلسطينيين استشهدوا وأُصيب 142 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
المقاومة تستهدف جنود الاحتلال
وعلى وقع القصف الإسرائيلي الكثيف، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للاحتلال على محاور القتال المختلفة في غزة.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، إنها استهدفت قوات الاحتلال المتوغلة في منطقة الكتيبة غرب مدينة غزة بقذائف الهاون.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها استهدفت بالاشتراك مع كتائب المجاهدين تحشدًا عسكريًا لجنود الاحتلال وآلياته خلف المقبرة الشرقية شرق جباليا وحققت إصابات مباشرة.
وقالت سرايا القدس: "إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع غربي خانيونس".
مخاوف من اجتياح رفح
في الأثناء، تتعاظم مخاوف الفلسطينيين من اجتياح محتمل لرفح على وقع تصاعد تهديدات الاحتلال ببدء صياغة خطط تتعلق بعملية عسكرية محتملة للمدينة.
وقد طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الدول التي دعمت إسرائيل بحجة "الدفاع عن النفس"، بالضغط عليها لوقف هجومها الكارثي على مدينة رفح".
من جهته، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل: يوجد حاليًا 1.4 مليون فلسطيني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة "دون مكان آمن للذهاب إليه، ويواجهون المجاعة".
واعتبر بوريل، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، التقارير التي تتحدث عن هجوم عسكري إسرائيلي على رفح "مثيرة للقلق".
وحذر من "عواقب كارثية للهجوم على المدينة، تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل من ناحية، وخسائر لا تطاق في صفوف المدنيين من ناحية أخرى".
إسرائيل ترفض مطالب حماس
سياسيًا، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن إسرائيل رفضت مطالب حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى.
وذكر موقع "واللا" العبري نقلًا عن مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب تحفظت على مطالب انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة في المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، بحسب مراسل "العربي" في القدس أحمد دراوشة.
كما رفضت إسرائيل مطالب حماس بشأن وضع المسجد الأقصى المبارك والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والالتزام بوقف دائم لإطلاق النار.
من ناحية أخرى، ردت مصر الجمعة على تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، التي اعتبرت أن الرئيس المصري "لم يكن يرغب في فتح معبر رفح للسماح بدخول المواد الإنسانية" وأن بايدن أقنعه بضرورة فتحه.
وأكد بيان للرئاسة المصرية أن مصر فتحت منذ بداية الحرب في غزة معبر رفح من جانبها دون قيود أو شروط.
وقد رأى القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، أن لا تأثير عمليًا لتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة، معتبرًا أن كل ما تقوله الإدارة الأميركية كلام معلق في الهواء.
وأشار في حديث إلى "العربي"، إلى أن "بايدن يحاول أن يختلف قليلًا عن الحكومة الإسرائيلية كي لا يظهر بصورة المتورط في العدوان".