بدأ قرابة 400 لاجئ في لبنان بالتوجه إلى معبر الزمراني الحدودي مع سوريا في إطار ما يُسمى برنامج العودة الطوعية إلى بلادهم.
وانطلقت الدفعة الثانية من اللاجئين من بلدة عرسال شرقي لبنان، وهم من الذين وافقت سلطات النظام السوري على عودتهم. وكانت سبقتهم الدفعة الأولى التي انطلقت قبل أسبوع من عرسال أيضًا في قافلة تضم ما يزيد عن 500 لاجئ.
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فإن "الدفعة الثانية من رحلة العودة الطوعية للنازحين السوريين انطلقت من مدينة عرسال (شرق) ضمن قافلة تضم 330 نازحًا".
خطة العودة الطوعية
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن القافلة انطلقت بمواكبة أمنية من مخابرات الجيش اللبناني والأمن العام وفريق من لجنة الصليب الأحمر اللبناني ومنظمات دولية. وأوضحت أن "القافلة سارت باتجاه معبر الزمراني (الحدودي البري) نحو قرى القلمون الغربي السورية، حيث تتم تسوية أوضاع العائدين في مركز إيواء ضمن قرية الجراجير".
وأشرف على عملية العودة وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية هكتور الحجار.
وكان المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، قد قال في تصريحات صحفية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عند انطلاق أول قافلة للاجئين: "إن لبنان لن يجبر أي لاجئ على العودة إلى سوريا".
وأضاف: "يوجد في لبنان حاليًا مليونان و80 ألف نازح سوري، وقرابة 540 ألف سوري عادوا طوعًا إلى بلادهم منذ بدء خطة العودة الطوعية عام 2017".
وقد وضعت الحكومة اللبنانية خطة لإعادة 15 ألف لاجئ إلى سوريا شهريًا، وترى ذلك ضروريا بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي تعصف بلبنان منذ 2019.
لكن الخطة تصطدم برفض الأمم المتحدة، التي ترى أن الأمن لم يستتبّ بعد في سوريا، وتطلب من بيروت التريث في الوقت الراهن.
انتهاكات محتملة
وقد أعربت جهات حقوقية عن قلقها من الانتهاكات التي قد يتعرض لها العائدون إلى سوريا.
وأشار مراسل "العربي" في إدلب إبراهيم تريسي إلى مخاوف تطال حياة هؤلاء اللاجئين السوريين بحسب آخر التقارير الواردة، حيث حذّر نشطاء من أن عودة هؤلاء اللاجئين قد تؤدي لعواقب وتشكل خطرا على حياتهم.
وأشار المراسل إلى أن النظام السوري اعتقل اللاجئ مجد طفيلية بعد ثلاثة أيام من عودته من لبنان إلى سوريا وما يزال مصيره مجهولًا حتى الآن.
ولفت المراسل إلى أن رئيس الائتلاف السوري المعارض سالم المسلط قال إن اثنين من اللاجئين السوريين الذين عادوا طواعية تم اعتقالهم وقتلهم في سجن صيدنايا سيئ السمعة، وهما مؤيد وعبدالعزيز العبيد.
كما قال المسلط أن هذا الأمر يعبّر عن السلوك الإجرامي للنظام السوري الذي لم يتوقف، وحمّل الدول التي تعيد اللاجئين إلى سوريا المسؤولية عن حياة هؤلاء اللاجئين، بحسب المراسل.
كما أفاد بأن المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد عبّرت عن قلق بلادها الكبير إزاء إعادة هؤلاء اللاجئين السوريين، وقالت إن هناك تقارير مؤكدة عن اعتقال بعضهم وتعذيب آخرين.