تواجه ليبيا خطر توتر عسكري جديد بعد تصريحات للواء خليفة حفتر خلال استعراض لقواته في مدينة الجفرة، بعد أشهر من البرود على جبهات القتال الساخنة.
حفتر أشار إلى أن "استعراضاته العسكرية تأتي انسجامًا مع إرادة الشعب الليبي"، معتبرًا أن المسارات السياسية السابقة كلها أوصلت البلاد إلى طريق مسدود.
حفتر يهدد بخوض معركة فاصلة من أجل تحرير #ليبيا👇 #للخبر_بقية pic.twitter.com/904qynsdLj
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 1, 2022
ويرى متابعون في هذا الأمر عودة للمشهد بعد غياب. ويشير الباحث في مركز ليبيا للدراسات الإستراتيجية موسى تيهوساي، إلى "رغبة لدى حفتر في توجيه رسائل مفادها بأن لديه هذه الأدوات، التي سيستخدمها إذا ما شعر بنوع من التهميش لدوره في المشهد الليبي".
وتشي التحركات المسلحة، وسط فصول حرب باردة بين الأطراف الليبية، بتصادم يلوح في الأفق.
يأتي ذلك فيما يُخشى من اندلاع صراع مسلح جديد يعيد الليبيين إلى مربع العنف مرة أخرى بعد سنتين من هدوء نسبي، ويهدد بانهيار المساعي الإقليمية والدولية للدفع بعملية الانتقال الديمقراطي عبر انتخابات ينتظرها الليبيون.
عقدة تعترض طريق التوافق
وقد تشكل حرب التصريحات عقدةً تعترض طريق التوافق على حل الأزمة الليبية، على الرغم من التقدم الملحوظ في المسار السياسي الليبي، الذي تجسّد بتوقيع اتفاق مبدئي بشأن تقاسم المناصب السيادية بين مجلسَي الدولة والنواب في بوزنيقة المغربية.
ويرى الباحث السياسي إبراهيم بلقاسم، أن "هذه التصريحات ومواقف الدول والأطراف الدولية تزيد من تعقيد وحجم التحدّي أمام المبعوث الأممي الجديد عبد الله باتيلي، الذي يرغب فعلًا في إيجاد حل للأزمة الليبية، وبدأ في مباشرة مهامه بشكل فعلي وفي الحصول على تأييد دولي".
ولا يزال الوضع السياسي في ليبيا معقدًا لأسباب تتعلق بغياب الثقة بين الخصوم السياسيين وتفاقم الانقسام مع وجود حكومتين متكافئتين في القوة تقريبًا، ومتعاكستين في الاتجاه بالتأكيد.