احتلت القدرات العقلية وعامل السن للمرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة مكانة بارزة في الحملة الانتخابية، أمس السبت، بعد أن أفاد تقرير بأن الرئيس جو بايدن يعاني من مشاكل تتعلق بالذاكرة.
واتهم الرئيس السابق دونالد ترمب كلًا من بايدن، الذي من المرجح أن يواجهه في الانتخابات العامة خلال نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ونيكي هيلي، آخر المنافسين له على نيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، بالافتقار إلى القدرة الذهنية لشغل منصب الرئاسة.
أما هيلي فقد وصفت ترمب بأنه يعاني من قصور ذهني، وقالت: إن الرئيس السابق "طاعن في السن للدرجة التي تجعله غير مناسب للرئاسة".
وتواجه هيلي ترمب في الانتخابات التمهيدية المقررة بساوث كارولاينا يوم 24 فبراير/ شباط الجاري، بمنافسات ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة.
"مختل أو كاذب"
وردًا على تقرير صدر، يوم الخميس، من مستشار خاص لوزارة العدل قال إن ذاكرة بايدن ضعيفة، واصل البيت الأبيض هجومه الشامل على ترمب، فيما يتعلق بعمره وقدرته الذهنية بعد أن خلط ترمب مؤخرًا بين عدد من الأسماء بالإضافة إلى زلات لفظية.
وقال تي.جيه دكلو المتحدث باسم بايدن في بيان نشرته حملة بايدن الانتخابية: "في كل مرة يفتح فيها دونالد ترمب فمه، يكون مشوشًا أو مختلًا أو كاذبًا أو ما هو أسوأ من ذلك".
وأصبحت مسألة الكفاءة العقلية موضوعًا رئيسيًا في الحملة الرئاسية هذا العام. ويعد بايدن (81 عامًا) وترامب (77 عامًا) أكبر رجلين تم انتخابهما للرئاسة على التوالي.
وفي الأيام الأخيرة، خلط بايدن بين أسماء بعض زعماء العالم، وهي قضية باتت مزعجة لحملة إعادة انتخاب الرئيس الحالي، حيث أن استطلاع أجرته وكالة رويترز/إبسوس خلال سبتمبر/ أيلول الماضي، كشف أن 77% من المشاركين يتفقون على أن بايدن غير مناسب للرئاسة بسبب عامل السن، بينما قال 56% الشيء نفسه عن ترمب.
ودعت هيلي (52 عامًا) إلى إجراء اختبارات الكفاءة العقلية للمرشحين الرئاسيين الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا.
"ذاكرتي جيدة"
وبرزت القضية إلى الواجهة مرة أخرى بعد أن قال المحقق الخاص روبرت هور، المدعي العام السابق في ماريلاند خلال حكم ترمب، في تقريره إنه اختار عدم توجيه اتهامات جنائية لبايدن، بعد تحقيق استمر 15 شهرًا في تعامله مع وثائق سرية نظرًا لتعاون الرئيس.
وقال هور إنه سيكون من الصعب إدانة الرئيس الديمقراطي الحالي ووصفه بأنه "رجل مسن حسن النية وذاكرته ضعيفة"، ولم يستطع أن يذكر للمحققين تاريخ وفاة ابنه بو بايدن، فيما نفى بايدن بغضب مزاعم هور بشأن ذاكرته، قائلًا في ظهوره بالبيت الأبيض مساء الخميس: "ذاكرتي جيدة".
من جهته، قال ترمب، خلال تجمع حاشد في كونواي بولاية ساوث كارولاينا: إن تقرير هور أظهر أن بايدن "غير مناسب للعمل كقائد أعلى لنا".
ويقترب ترمب من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، واحتمال خوض غمار التنافس مرة أخرى مع بايدن على منصب الرئيس، فيما ترفض هيلي التي بات من الصعب حصولها على ترشيح الجمهوريين للرئاسة بعد فوز ترمب المتتالي في ولايات أيوا ونيو هامبشير ونيفادا، الانسحاب من السباق، وتخوض غمار آخر تنافس في ولايتها ساوث كارولاينا حيث تتأخر بشكل كبير في استطلاعات الرأي.
"عقل عصفور"
ووصف ترمب سفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة بأنها "عقل عصفور" و"ميتة دماغيًا"، في إشارة إلى أنها لا تملك القدرة العقلية لدخول البيت الأبيض، فيما وصفت هيلي بايدن بأنه "غير مؤهل"، واستشهدت أيضًا بخطاب ترمب الأخير حيث خلط بينها، وبين رئيسة مجلس النواب الديمقراطية السابقة نانسي بيلوسي.
وقالت هيلي للصحفيين: "الأمر أكبر من مجرد جو بايدن. وسواء كان دونالد ترمب هو الذي خلط بيني وبين نانسي بيلوسي، فقد حان الوقت لزعيم جديد".
وليل الخميس، ارتكب بايدن أحد أخطائه المعتادة وهو ما زاد الطين بلة، حيث أشار الرئيس الأميركي، ردًا على سؤال حول الوضع في قطاع غزة، إلى "الرئيس المكسيكي السيسي"، في إشارة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وشكل ذلك فرصة لترمب لكي يواصل هجومه على بايدن، وقال عنه مساء الجمعة في كلمة موجهة إلى تجمّع لأعضاء لوبي السلاح (الجمعيّة الوطنيّة للأسلحة إن آر إيه) بولاية بنسلفانيا: "لا أعتقد أنّه يعلم أنّه على قيد الحياة".
كما نشر ترمب على شبكته الاجتماعيّة "تروث سوشال" خريطة زائفة للشرق الأوسط، يحلّ فيها اسم المكسيك محلّ اسم مصر. وفي أسفل الخريطة، كُتبت عبارة "المصدر: جو بايدن".