في أواخر القرن التاسع عشر، لُقبت الدول العثمانية بـ"رجل أوروبا المريض" بسبب ضعفها وهزائمها ما ولّد شعورًا عارمًا بضرورة التحديث ومواكبة الأمم.
وبرزت شخصيات دعت إلى الإصلاح الديني والسياسي معًا وكان من بينهم محمد رشيد رضا، أحد أبرز رجال النهضة الإسلامية وعلم من أعلام العرب في القرن العشرين. مثّلت أعماله نموذجًا مميزًا جمع بين رجل الدين الإسلامي المجدّد ورجل الصحافة الموسوعي.
وكانت مجلته "المنار" على مدى عقود ثلاثة مرجعًا دينيًا وسياسيًا واجتماعيًا لتاريخ المنطقة وصوتًا داعيًا للتجديد والإصلاح.
مقالات تعكس تجربة رضا السياسية
سجّل رشيد رضا مذكراته في عشرات المقالات أودع في ثناياها أحداث تجربته الطويلة في السياسة والصحافة، متحدثًا عن خلاصة رحلاته التي طاف فيها أرجاء العالم من الهند حتى أوروبا لتصبح المجلة وثيقة شخصية شاهدة على حياة محررها وأحداث زمانه الكبرى.
وبحسب أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة لوفان ببلجيكا د. عمرو رياض، فقد ولد رضا في قرية القلمون في طرابلس الشام في عام 1865. وقد نمت لديه المقدرة الدينية والعلمية بأشكال مختلفة، ودرس في المدرسة الوطنية وتتلمز على يد شيوخ طرابلس في تلك الفترة أهمهم الشيخ حسين الجسر.
ويقول رياض في حديث إلى "العربي": "يروي رشيد رضا أنه عندما كان في القلمون وجد في أثناء البحث في أوراق والده نسخة من العروة الوثقى وهي المجلة التي أصدرها الشيح محمد عبده وأستاذه جمال الدين الأفغاني في باريس. ويقول: إن قراءة تلك المجلة شكل بالنسبة له صعقة كهربائية حيث كان يحلم بأن يقوم بإنشاء مجلة تؤثر على العالم الإسلامي كما فعلت العروة الوثقى"
بداية النشاط الفكري والسياسي
ويشير المؤرخ والأكاديمي والأستاذ بمعهد الدوحة للدراسات العليا د. وجيه كوثراني إلى أن رشيد رضا نشط فكريًا وسياسيًا أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وفي تلك المرحلة تحدد مصير الدولة العثمانة ومصير الشرق العربي، حيث غيّرت الأحداث التي جرت حينها العالم المشرقي.
انعكس الواقع الصعب الذي تعيشه الدولة العثمانية على السياسة الداخلية التي تميزت أيام السلطان عبد الحميد الثاني بالتشدد والقسوة تجاه الأصوات المطالبة بالتحديث ما اعتبره رضا من أكبر العوائق أمام رؤيته الإصلاحية، فسعى بعد نيله شهادة العالمية في العلوم الشرعية إلى البحث عن مكان يستطيع فيه تحقيق حلمه.
ويروي رشيد رضا مشاعره إبان اتخاذ قرار المغادرة إلى مصر عام 1898 وقال: "ما انتهيت إليه في وطني من تربية صوفية وشهرة علمية وأدبية أشعرتني بأنني مستعد لاستزادة من العلم والاختبار لا أجدهما في وطني".
وأضاف: "إنني قادر على خدمة ديني وأمتي بما لا تبيحه سياسة الحكومة في بلادي. فعزمت على الاتصال بالسيد جمال الدين الأفغاني لتكميل نفسي بالحكمة والجهاد في خدمة الملة. فلمّا توفاه الله تعالى إليه واشتهر أن سياسة السلطان عبد الحميد هي التي قضت عليه. ضاقت علي المملكة العثمانية بما رحبت وعزمت على الهجرة إلى مصر لما فيها من حرية العمل واللّسان والقلم".
التعرف على محمد عبده
وبحسب كوثراني، كان هاجس رشيد رضا الأول التعرف على محمد عبده، فبعد تجربة الأخير في الثورة العربية ونفيه آنذاك إلى بيروت، ثم عفو الخديوي عنه، رجع إلى مصر وكانت خطته التخلي التام عن السياسة والتزام خط إصلاحي محض يقوم بشكل أساسي على الإصلاح الديني والتربية والتعليم.
كان رشيد رضا قريبًا من الرؤية الإصلاحية للشيخ محمد عبده أو كما يسميه الأستاذ الإمام، لكنه حافظ على رؤيته الخاصة كذلك.
ويروي رضا كيف حذّره عبده من احتمالية فشل مشروعه بإصدار مجلة مستقلة في القاهرة، معتبرًا أن الجرائد والمجلات عادة ما تكون تابعة لحزب أو لآخر. لكن رشيد رضا أصرّ على تحقيق حلمه. وتمكن خلال أشهر قليلة بعد وصوله إلى مصر من إصدار العدد الأول لمجلة "المنار"، ومن ثم بدأ رحلته في الصحافة الإسلامية.
عدد "المنار" الأول
وفي افتتاحية العدد الأول من مجلة "المنار"، قال رشيد رضا: "هذا صوت صارخ بلسان عربي مبين ونداء حق يقرع مع سمع الناطق بالضاد مسامع جميع الشرقيين. ينادي من مكان قريب يسمعه الشرقي والغربي، يقول: أيها الشرقي المستغرق في منامه المبتهج بلذيذ أحلامه، حسبك، حسبك! فقد تجاوزت بنومك حد الراحة. وكان يكون إغماء أو موتً زؤامًا، تنبه من رقادك وامسح النوم عن عينيك وانظر إلى هذا العالم الجديد".
ويلفت رياض إلى أن مجلة "المنار" في بدايتها لم تكن ناجحة، لكن في عام 1903 بدأ تحول كبير في المجلة على إثر نقاش بين الشيخ محمد عبده وفرح أنطون حول مسألة الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية.
وبدأ رشيد رضا ينشر بعض المقالات لرد الشيخ محمد عبده على فرح أنطون وأصبح المشتركون يطلبون الأعداد الأولى من المجلة.
مفهوم خاص للاستعمار
وكانت مصر آنذاك ترزح تحت قيد الاحتلال الإنكليزي إلّا أن رشيد رضا تأثر بمواقف شيخه محمد عبده الذي كان ينظر إلى الاحتلال الإنكليزي لمصر بطريقة مختلفة. ويروي رضا أحد المواقف التي صرّح فيها شيخه محمد عبده بأن الإنكليز من أشد خلق الله احترامًا لحرية الضمير والاعتقاد ويصف فيها المندوب السامي البريطاني اللورد كرومر الذي كانت تجمعه بعبده علاقة طيبة بصاحب التربية الإنكليزية العالية.
ويقول كوثراني: "لم يكن مفهوم الاستعمار آنذاك مستوعَبًا في العقل العربي" ما يفسر ذلك الرهان على الإنكليز والغرب وأوروبا. ويضيف: "شيئًا فشيئًا انكشف مفهوم الاستعمار أنه ليس استعمارًا بمعنى تعمير الأرض كما طرحه رشيد رضا في بعض مقالاته.
بقي رضا مخلصًا لنهج أستاذه الإمام حتى غيّبه الموت عام 1905 ليبدأ بعدها في بناء خطاب أكثر تمايزًا عن شيخه عبده وسلفه الأفغاني وتصبح السياسة أكثر حضورًا على صفحات مجلة المنار.
كان رشيد رضا يسعى لإصلاح الدولة العثمانية من خلال تقليل الحكم الفردي فيها، فشارك في العديد من النشاطات السياسية وانخرط في جمعية الشورى العثمانية. وأعلن تأييده لإعادة تفعيل الدستور العثماني عام 1908. لكن تمكن الاتحاديين من مفاصل الدولة وارتفاع حدة الخطاب القومي التركي، ساهم في صعود بعض الأصوات العربية المضادة للترك.
الخلافة العثمانية والتتريك
سافر الشيخ رشيد رضا عام 1909 إلى الأستانة ليحاول التقريب بين الطرفين، محذرًا من الخطاب العنصري بين الأتراك والعرب. ويقول كوثراني: "رشيد رضا مع الخلافة العثمانية، لكنه ليس مع التتريك. هو مع الشراكة التركية العربية في صيغة موحدة عثمانية"، مشددًا على ضرورة التمييز بين العثمانية والتركية، حيث إن العثمانية ضمت العرب والأتراك والكرد وكل من ينتمي إلى بني عثمان هو عثماني حيث أصبحت العثمانية جنسية.
ويقول رشيد رضا في مذكراته: "إن تنفير العرب من الترك هو مفسدة من أضرّ المفاسد وإننا في أشد الحاجة إلى الاتحاد بالترك والإخلاص لهم"، ويضيف: "يجب أن نكون الآن من أشد الأعوان لجمعية الاتحاد والترقي على بث روح الدستور في جميع الطبقات ورقباء على الحكومة في سيرها وأعمالها حتى ترسخ فيها الديمقراطية".
ويوضح رياض في حديثه إلى "العربي" أن رشيد رضا كان يؤمن بفكرة اللامركزية وكان منخرطًا في حزب اللامركزية العربي. ويقول : "فكرة الحفاظ على هوية الخلافة شيء وخلق استقلال عربي شيء آخر". ونمت هذه الفكرة في عقل رشيد رضا ودائرته منذ عام 1908 وحتى الحرب العالمية الأولى.
الحرب العالمية الأولى
اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914. ومع دخول الدولة العثمانية الحرب إلى جانب الألمان نالت الولايات العربية نصيبها من الحرب والقمع خاصة بعد تولي جمال باشا الحكم في بلاد الشام حيث رسّخ بممارساته حالة الاحتقار والغضب ضد الاتحاديين، فتعالت الدعوات إلى الثورة على حكومة الاتحاد والترقي.
وكان رشيد رضا لا يزال في مصر آنذاك، إلّا أن جمال باشا أصدر ضده حكمًا غيابيًا بالإعدام عام 1915 وقد وجهت له اتهامات بالتعاون مع بريطانيا. لكن تقريرًا للدبلوماسي البريطاني الشهير مارك سايكس يكشف مدى بعد اتهامات الاتحاديين عن موقف رضا من البريطانيين آنذاك.
موقف رضا من البريطانيين
ويروي سايكس كيف التقى بالشيخ رشيد رضا في يوليو/ تموز 1915 مسجلًا تقييمه لشخصيته وموقفه من البريطانيين.
ويقول: "الشيخ رشيد رضا هو أحد زعماء فكرة الجامعة العربية والجامعة الإسلامية. مسلم صعب، متعصب لا يتساهل. وتنطلق أفكاره من باعث رئيسي هو التوق لتحويل الإسلام إلى قوة سياسية في أوسع مجال ممكن". ويضيف: "إن غطرسته الفكرية في تقديري يمكن أن تعزى بالدرجة الأولى إلى الاعتقاد بأن بريطانيا العظمى تخشى الإسلام".
ويعتبر أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة لوفان البلجيكية عمرو رياض أن السؤال الممكن طرحه هو هل أراد البريطانيون استخدام الشيخ رشيد رضا للدعاية البريطانية ضد الدعاية الألمانية ولم يستطيعوا ذلك؟
انطلاق الثورة العربية
وفي عام 1916، انطلقت الثورة العربية على يد الشريف حسين في الحجاز. وفي ذلك العام حج رشيد رضا وأعلن تأييده للثورة، محذرًا في الوقت ذاته من الإنكليز والثقة بهم.
وبعد قرابة سنتين من المعارك، دخلت قوات الأمير فيصل دمشق في أكتوبر/ تشرين الأول 1918 منهيًا قرونًا أربعة من الحكم العثماني، لتضع الحرب العالمية الأولى أوزارها في الشهر التالي.
عاد رشيد رضا إلى سوريا في سبتمبر/ أيلول 1919 وانضم إلى المؤتمر السوري العام في دمشق ممثلًا عن طرابلس، لكن مساعي الأمير فيصل بتحصيل الاستقلال لدولة العرب في مؤتمر السلام في باريس باءت بالفشل. وبات مقتنعًا أن الإنكليز موافقون على تسليم سوريا للفرنسيين تنفيذًا لاتفاقية سايكس بيكو.
مفترق سايكس بيكو
ويقول المؤرخ والأكاديمي وجيه كوثراني: "بعد انكشاف اتفاقية سايكس بيكو تسرب وعد بلفور وتبين أن الإنكليز كاذبون ومن هنا بدأ يتبلور وعي رشيد رضا ضد الاستعمار الأجنبي"، معتبرًا أنه بعد سايكس بيكو بدأ تحوّل أساسي في فكر رشيد رضا.
ويروي رشيد رضا كيف كان أول من اقترح إعلان استقلال سوريا ووضع الحلفاء تحت الأمر الواقع كمخرج للأزمة السياسية آنذاك.
وأعلن المؤتمر السوري العام في 8 مارس/ آذار 1920 استقلال سوريا وتنصيب فيصل ملكًا عليها. وفي 5 مايو/ أيار، أصبح رضا رئيسًا للمؤتمر السوري، لكنه سرعان ما سيختلف مع الملك المتوج حديثًا حول الصلاحيات.
الخلاف مع الملك فيصل
ويرد في مذكرات رشيد رضا، أن فيصل قال: "أنا لا أقبل أن أعطي هذه السلطة لهذا المؤتمر، إنه ليس بمجلس نيابي. قلت: "بل هو أكبر من مجلس نيابي". وقال الملك: "إنه لا شأن له وأنا الذي أوجدته". وقلت حينئذ: "بل هو الذي أوجدك إنك كنت قبله قائد جيش الشرق التابع للورد ألنبي القائد العام للجيش الإنكليزي فجعلك هذا المؤتمر ملكًا لسوريا والمؤتمر اجتمع وأثبت أنه ممثل للشعب السوري وموضع ثقته وأيده زعماء البلاد ونيط به إعلان استقلال سوريا الطبيعية التام المطلق، وجعلها حكومة ملكية نيابية فهل يصح أن يقع الشقاق بينه وبين الحكومة من أول وهلة".
ويضيف في مذكراته، "اقترح بعض أعضاء المؤتمر من غير المسلمين في هذه الجلسة أن يرد في قرار المؤتمر أن حكومة سوريت المتحدة لا دينية، وافقه بعض المسلمين وعارضه آخرون مقترحين أن ينص فيه على أنها حكومة إسلامية عربية أو دينها الرسمي الإسلام". فاختار رشيد رضا السكوت عن المسألة واتفق على أن يكون دين ملكها الرسمي هو الإسلام.
وفي هذا الإطار، يشير رياض إلى أن البعض يعتبر أن هناك تناقضًا بين رشيد رضا الذي يكتب في المنار وذلك الذي شارك في المؤتمر السوري. ويرى أن رشيد رضا كان يلعب دور الوسيط في تلك الفترة المهمة.
أولوية الفكر الدستوري
ويعتبر كوثراني أنه يُسجل لرشيد رضا أولوية فكره الدستوري، حيث كان الدستور محطة أساسية في الفكر العربي والإسلامي آنذاك.
ورغم حرص رشيد رضا على توحيد مواقف السياسيين المختلفين، إلّا أنه يسجل رؤية نقدية لبعض ممارسات الملك الفيصل وحاشيته. ويروي حادثة سرقة دفتر يوميات البلاط.
وكان رشيد رضا ينصح الملك فيصل أن لا يستخدم مفهوم حرب العصابات لأن ذلك سيؤدي بالقضية السورية إلى الفشل.
ولم يكن إقرار الدستور ولا الهيكلة المنظمة للدولة سببًا كافيًا لثني فرنسا عن مخططاتها الاستعمارية، إذ دخلت قواتها دمشق وخرج منها رشيد رضا متخفيًا وعاد إلى مصر بعد انتهاء عهد المملكة السورية سريعًا. وخلال سنوات قليلة أُعلن عن إلغاء الخلافة العثمانية واستبدالها بالجمهورية التركية الوليدة عام 1924.
كانت الأمة الإسلامية ومعهم رضا أمام وضع جديد كامل إذ أصبح العالم لأول مرة من دون الخلافة الإسلامية منذ إعلانها.
وبحسب كوثراني، استنكر رشيد رضا هذا العمل واعتبره ضربة وطعنة للمشروع الإسلامي برمته لكن سيكون له سجال مع من تبنى هذا المشروع وكان في طليعتهم علي عبد الرازق الذي كتب عام 1925 كتابه "الإسلام أصول الحكم".
وعاد رشيد رضا بعد انتهاء المملكة السورية إلى مجلة "المنار" التي غدت آنذلك إحدى أشهر المجلات حول العالم. كانت مطالب رضا الإصلاحية مثل فتح باب الاجتهاد الفقهي ومحاربته ما أسماه البدع والخرافات تثير نقاشات واسعة، إلى جانب استكمال التفسير الذي بدأه استاذه محمد عبده والذي عُرف بتفسير المنار.
نشاط سياسي بعيدًا عن مراكز القرار
لم ينقطع رشيد رضا عن الشأن العام واستأنف نشاطه السياسي بعيدًا عن مراكز اتخاذ القرار إذ شارك في العديد من المؤتمرات التي نادت باستقلال البلاد العربية وسيادتها ورفض وعد بلفور.
ومع تصاعد موجات الهجرة اليهودية واستملاك الأراضي، أصدر رشيد رضا فتوى بحرمة بيع الأراضي لليهود أو المعاونة على ذلك واصفًا مرتكبي هذا الفعل بالخيانة للأمة والملة.
ويؤكد رياض أن القضية الفلسطينية كانت من أهم المحاور في مجلة "المنار" منذ بدايتها. ويعتبر أنه يجب أن نميز بين أفكار رشيد رضا عن القضية الفلسطينية وعن الصهيونية.
وبنى رشيد رضا خلال سنوات عمله الطويلة في المنار شبكة من العلاقات السياسية والثقافية شملت أبرز رجال الفكر والعلم في زمنه أمثال شكيب أرسلان وجرجي زيدان وابن باريس الجزائري. وامتدت الشبكة لتضم العديد من السياسيين وكان أبرزهم عبد العزيز آل سعود، الذي شكّلت العلاقة معه مسار جدل في حياة رضا وبعد مماته. فقد كان رضا يرى أن الدعوة الوهابية كثيرًا ما تتلاقى مع دعوته الإصلاحية.
توفي رشيد رضا عام 1935 تاركًا وراءه إرثًا كبيرًا من الممارسة السياسية والكتابات الفكرية الإسلامية ليحفر اسمه عميقًا في ذاكرة التاريخ باعتباره أحد أبرز رواد الإصلاح في أوائل القرن العشرين وفقيهًا حريصًا على الاستقرار والاستقلال في زمن الفوضى والتبعية.