Skip to main content

مسار الكفاح الفلسطيني.. متى يعتبر العمل المسلح مقاومة وحركة تحرر؟

الأربعاء 22 نوفمبر 2023
المقاومة المسلحة في صلب الكفاح الفلسطيني بوجه نظام الفصل العنصري الإسرائيلي - غيتي

في تاريخ النضال ضد الاستعمار برزت حركات وجماعات وجيوش مسلّحة، استخدمت العنف طريقًا لتحقيق أهدافها وإنهاء الاحتلال.

فمن الجزائر إلى أيرلندا مرورًا بفيتنام وصولًا إلى فلسطين والعديد غيرها، سجّل التاريخ مثل هذه التجارب التي كانت توصف من قبل قوى الاستعمار بـ"الإرهاب".

في المقابل، ظهرت حركات تحرر اعتمدت المقاومة السلمية سبيلًا، مثل التجربة الهندية وغيرها. فمتى يكون العمل المسلح مقاومة مشروعة، وطريقًا للتحرر الوطني؟

مسار الكفاح الفلسطيني

متابعةً لهذا الملف، يتحدث الأكاديمي والكاتب السياسي خالد الحروب عن المقاومة السلمية المدنية وسياق فعاليتها على مر التاريخ، في ظل تصاعد أصوات تنادي بأن هذه الطريقة هي الأنسب للتحرير وحماية الأرواح والبنى التحتية.

فيشرح الحروب في حديث مع "العربي"، أن هذه المقاومة أثبتت أهميتها الكبيرة في سياقات مختلفة فعالة وناجحة.

ومن أهم السياقات الحديثة التي تدل على ذلك، هو "الربيع العربي" والثورات العربية التي أسقطت الكثير من الأنظمة الديكتاتورية، وهزتّها المقاومة السلمية التي لم تكن مسلحة.

ويردف: "ولكن عندما تسلحت واجهت مصيرًا مختلفًا، كما شهدنا مثلًا في سوريا".

لكن في الحالة الفلسطينية، يشير الأكاديمي والكاتب السياسي إلى أن هناك "حيرة" بشأن نجاعة هذا المسار، لا سيما وأن تاريخ الصراع أتاح في بدايته ممارسة نوع من هذه السلمية مثل التي كانت تشمل الإضرابات، وكان يوازيها عمل سياسي ودبلوماسي.

ويردف: "لكن هذا كان خلال بداية المشروع لمدة 20 أو30 سنة، حينها كانت بريطانيا تريد أن تقسم الأرض بين الشعبين وفشلت، وترك ذلك لدينا إرثًا مريرًا أدى إلى ظهور المقاومة الفلسطينية".

ويرى الحروب، أنه من أحد الأسباب الرئيسية لبروز المقاومة الفلسطينية المسلحة في منتصف الستينيات كان فشل كل المحاولات السلمية السابقة.

كما يلفت الباحث السياسي إلى أن الفلسطينيين دفعوا نحو خيار المقاومة المسلحة، "وهذا الخيار أثبت أنه أكثر نجاعة من كل الخيارات السابقة".

ويضيف الحروب: "من أنتج هذه الإنجازات الكيانية الفلسطينية كان الكفاح المسلح وليس المقاومة السلمية، إلا أن ذلك لا يعني أن هذا النوع من المقاومة هو خارق للزمن ويمكن مواصلته في ظل أي ظرف مستجد".

طبيعة الاحتلال الإسرائيلي

بدوره، يتطرق الكاتب والباحث السياسي معين الطاهر إلى أن ما يحكم طبيعة نضال الشعب الفلسطيني هو طبيعة المشروع الصهيوني ذاته.

فيشرح في مداخلة مع "العربي" من عمان، أن الشعب الفلسطيني "لا يواجهه استعمارًا فرنسيًا سيرحل ويعود إلى فرنسا إذ انتهى عهد الاستعمار في العالم ولم يعد هنالك استعمارًا على الإطلاق في أي دولة إلا في فلسطين".

والاستعمار الذي تواجهه فلسطين هو استعمار استيطاني وإحلالي كولونيالي، إذ إسرائيل تريد الأرض ولا تريد الشعب على هذه الأرض، وفق الطاهر.

بهذا الصدد، يشير الباحث السياسي إلى أنه حتى تجربة جنوب إفريقيا مع نظام الآبرتهايد والتمييز العنصري تختلف عما تعيشه فلسطين في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

ويوضح قائلًا: "هناك كان البيض يستغلون السود بينما هنا المطلوب هو طردنا وإبادتنا، وليس المطلوب حتى استغلالنا، وهذا يؤثر كثيرًا على طبيعة النضال".

بالتالي، يمكن أيضًا استثمار التحركات الشعبية العالمية غير المسبوقة الداعمة للقضية الفلسطينية، والتحول في المزاج العالمي لصالح النضال الوطني الفلسطيني للحديث عن نظام الفصل العنصري التي تطبق إسرائيل بحق الفلسطينيين.

ويستكمل محللًا أن ذلك "يمكن أن يؤدي تدريجيًا إلى عزلة النظام الصهيوني، وهنا نستفيد من تجربة جنوب إفريقيا التي اعترفت فيها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في آخر عامين على أن ما يحدث هناك هو نظام آبرتهايد لتختل كل الموازين لصالح حركه النضال".

المصادر:
العربي
شارك القصة