دعا حوالي 70 مسؤولًا ودبلوماسيًا وعسكريًا أميركيًا سابقًا الرئيس جو بايدن أمس الأربعاء، لوضع حد لانتهاكات إسرائيل للحقوق المدنية والاحتياجات الأساسية للفلسطينيين في غزة، وتحذيرها من توسيع النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
يأتي ذلك مع تصاعد السخط الدبلوماسي والشعبي الأميركي تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث كشفت واشنطن أيضًا أنها قدمت مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار في غزة".
"لا يمكن تبرير قتل المدنيين"
في التفاصيل، فقد وجهّت مجموعة المسؤولين السابقين رسالة مفتوحة إلى بايدن أكّدت فيها أنه "يجب على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لاتخاذ إجراءات ملموسة لمناهضة مثل هذه الممارسات.. بما في ذلك فرض قيود على تقديم المساعدة الأميركية لإسرائيل، بما يتوافق مع القانون والسياسة الأميركية".
ومن بين الموقعين أكثر من 10 سفراء سابقين، بالإضافة إلى مسؤولين متقاعدين وسابقين من وزارة الخارجية، والبنتاغون، والاستخبارات، والبيت الأبيض، بما في ذلك أنتوني ليك مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق بيل كلينتون.
وتعكس الرسالة الاستياء المتزايد في الولايات المتحدة إزاء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، حيث رأت المجموعة أن "العمليات ضد حماس ضرورية ومبررة"، لكنها "اتسمت بانتهاكات متكررة" للقانون الدولي الذي يحظر القتل العشوائي واستخدام الأسلحة التي لا تسمح بالتمييز بين المسلحين والمدنيين.
وتابعت أن "عشرات الآلاف من المدنيين في غزة قتلوا، أغلبهم من النساء والأطفال.. ولا يمكن تبرير عمليات قتل المدنيين بهذا الشكل وهذا الحجم".
كما عبّرت المجموعة عن دعمها القوي لهدنة فورية لمدة 6 أسابيع على الأقل، وإنشاء نظام موثوق لتوصيل المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المحتجزين.
مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن
ومن السعودية، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده قدمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن" في قطاع غزة.
وجاء ذلك، خلال زيارة بلينكن للسعودية أمس الأربعاء في إطار جولة سادسة للمنطقة منذ بداية العدوان على غزة ضمن مساعٍ أميركية جديدة لحلحلة الأزمة، حيث من المقرر أن يتوجه الوزير اليوم إلى مصر، وغدًا الجمعة إلى إسرائيل.
وصرّح بلينكن مساء أمس: "قدمنا بالفعل مشروع قرار وهو معروض الآن أمام مجلس الأمن ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن، ونأمل بشدة أن يلقى دعمًا من الدول".
كما أعرب وزير الخارجية الأميركي عن اعتقاده بأن هذا المشروع "سيبعث برسالة قوية، وبمؤشر قوي"، مؤكدًا رغم ذلك وقوف بلاده "إلى جانب إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها.. لكن في الوقت عينه، من الضروري أن نركز على المدنيين الذين يتعرضون للأذى.. وحمايتهم وإيصال المساعدات لهم" بحسب تعبيره.
وتعد واشنطن الداعم الأبرز لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا، وسبق أن استخدمت حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن لمنع صدور أي قرار بوقف إطلاق النار في القطاع.
والتقى بلينكن في السعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية فيصل بن فرحان، وتتزامن زيارته مع استضافة قطر مباحثات يقودها الوسطاء واشنطن والدوحة والقاهرة، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى، وإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر.