خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عدة مدن رئيسية في أنحاء العالم، أمس السبت، للمطالبة بوقف العدوان على قطاع غزة، والتنديد بالمجازر الإسرائيلية، مع اقتراب حلول الذكرى السنوية الأولى للحرب على القطاع.
وشارك نحو 40 ألف متظاهر في مسيرة في وسط لندن وتجمّع آلاف آخرون في باريس وروما ومانيلا وكيب تاون ومدينة نيويورك. وأُقيمت مظاهرات أيضًا بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن، احتجاجًا على دعم الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل في العدوانين على غزة ولبنان.
ووضع المتظاهرون في تايمز سكوير بمدينة نيويورك الكوفية الفلسطينية حول أعناقهم، ورددوا شعارات مثل "غزة ولبنان ستنتفضان والشعب معكما". ورفعوا أيضًا لافتات تطالب بمنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
تظاهرة لندن
وسار المتظاهرون إلى وسط لندن صباح أمس، ولوّحوا بلافتات وأعلام فلسطينية ولبنانية، وشاركت شخصيات سياسية في هذه التظاهرة، بينها الزعيم السابق لحزب العمّال (مستقل حاليًا) جيريمي كوربن ورئيس الحكومة الاسكتلندية السابق حمزة يوسف.
وقد هتف المشاركون الذي تظاهروا سلميًا في لندن: "أوقفوا القصف" و"فلسطين حرة حرة" و"أوقفوا قصف المستشفيات".
المظاهرة التي حظيت بمشاركة شعبية واسعة أيضًا، انطلقت من ميدان "راسل"، متجهة نحو شارع داونينغ، حيث يقع مكتب رئيس الوزراء رقم 10.
وحاول بعض مؤيدي إسرائيل استفزاز المتظاهرين عبر رفع لافتات مناهضة لفلسطين، إلا أن تدخل الشرطة البريطانية حال دون ذلك.
وقالت الشرطة البريطانية إنها اعتقلت 15 شخصًا على هامش الاحتجاجات، ولم تحدد إلى أي فريق من المؤيدين ينتمي المعتقلون.
وجرت تظاهرة مماثلة السبت في العاصمة الأيرلندية دبلن، هتف فيها المتظاهرون "الحرية والعدالة للفلسطينيين"، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
تظاهرات فرنسا
ونظّم آلاف الأشخاص مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس دعمًا لسكان فلسطين ولبنان، الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي مدمر.
وتجمع آلاف المتظاهرين في ساحة الجمهورية الشهيرة بباريس للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على البلدين، ثم توجهوا نحو ساحة كليشي. وتقدمت الموكب شخصيات سياسية من اليسار الراديكالي، أبرزهم ممثلا حزب فرنسا الأبية، جان لوك ميلانشون ومانون أوبري.
وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين ولبنان، ورفعوا لافتات تتضمن عبارات من قبيل "توقفوا عن تسليح إسرائيل" و"المقاومة ضد الإمبريالية"، مرددين هتافات تضامنية مع فلسطين ولبنان.
وقام أحد المتظاهرين برفع مجسّم لقبة الصخرة، بينما حمل شخص آخر مجسم البطيخ الذي يرمز لعلم فلسطين.
وكما التظاهرة في باريس، خرج الآلاف في مدن كبرى مثل ليون وتولوز وستراسبورغ للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين واللبنانيين.
اشتباكات في روما
وفي مدينة بازل السويسرية، تجمع آلاف الأشخاص في حديقة بالقرب من محطة القطارات للمشاركة في تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين دعا إليها الاتحاد السويسري الفلسطيني ومئة منظمة تقريبًا.
أما في برلين، فاستقطبت تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين أكثر من ألف شخص، وهتفوا "عام من الإبادة الجماعية"، وانتقد المحتجون أيضًا عنف الشرطة ضد المؤيدين للفلسطينيين في ألمانيا.
في روما، اندلعت اشتباكات بين شبان مؤيدين للفلسطينيين والشرطة، بعد تظاهرة شارك فيها آلاف الأشخاص. وهتف المتظاهرون "يجب أن تتوقف إيطاليا عن بيع وإرسال أسلحة إلى إسرائيل"، و"فلسطين حرة"، و"إسرائيل مجرمة".
وتحدى نحو ستة آلاف محتج حظرًا على تنظيم مسيرات في وسط المدينة قبيل ذكرى عام على بداية العدوان على قطاع غزة.
في مدريد، تظاهر الآلاف بدعوة من شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين (RESCOP)، رافعين لافتات كتب عليها "قاطعوا إسرائيل" و"الإنسانية ميتة في غزة".
ودعا المتظاهرون رئيس الوزراء بيدرو سانشيز الذي تزايدت انتقاداته لإسرائيل في الأشهر الأخيرة، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية معها.
جنوب إفريقيا
وفي جنوب إفريقيا، خرجت تظاهرة في مدينة كيب تاون السبت رُفعت فيها الأعلام الفلسطينية وشعارات معادية لإسرائيل.
وحمل المتظاهرون لافتات تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وبالعنصرية، وسار العديد منهم إلى البرلمان في احتجاج نظمته حملة التضامن مع فلسطين، وسط دعمهم للشكوى التي رفعتها بلادهم ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
ورفعت جنوب إفريقيا القضية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، معتبرة أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على غزة، ينتهك اتفاقية عام 1948 في الأمم المتحدة بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
من جاكرتا إلى فنزويلا
وفي جاكرتا عاصمة إندونيسيا، تجمع المئات صباح اليوم الأحد بالقرب من السفارة الأميركية، مطالبين واشنطن بالتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة.
أما في في مانيلا، فقد اشتبك ناشطون مع شرطة مكافحة الشغب بعد منعهم من تنظيم مظاهرة أمام السفارة الأميركية في العاصمة الفلبينية احتجاجًا على دعم واشنطن لإسرائيل.
وفي فنزويلا، تظاهر مئات من مؤيدي حكومة نيكولاس مادورو وأعضاء الجالية العربية خارج مقر الأمم المتحدة في كراكاس، حاملين علمًا لفلسطين بطول 25 مترًا.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما أسفر عن استشهاد 41825 فلسطينيًا، وإصابة 96910 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.