Skip to main content

مظاهرة لاتحاد الشغل في العاصمة تونس.. ما الذي ميزها عن سابقاتها؟

السبت 4 مارس 2023

تظاهر مئات النقابيين في ساحة محمد علي الحامي بالعاصمة تونس، في مسيرة دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل أمام مقره التاريخي.

ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة للرئيس التونسي قيس سعيّد، تطالبه بوقف قمع الحريات، وتحتج على توقيف قياديين بالاتحاد، ومنع نقابيين أجانب من القدوم إلى تونس للمشاركة في الاحتجاجات.

مظاهرة لاتحاد الشغل بتونس العاصمة - روتيرز

من جهته، قال سعيّد إن هناك من يتحالف مع الذين أرادوا الإفلات من المحاسبة ولا مجال للتفريط في حق الشعب.

وخلال لقائه مع وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي، أضاف سعيّد، أن هناك من يريد أن يدعو بعض الأجانب إلى التظاهر داخل تونس، وهو أمر غير مقبول، حسب قوله.

ما الذي ميز مظاهرة اتحاد الشغل؟

وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي"، من تونس، بأنّ ما ميّز هذه المسيرة أمران اثنان، الأول هو الخطاب السياسي الذي توجه به الاتحاد العام التونسي للشغل، مؤكدًا أنها سابقة في علاقة الاتحاد مع السلطة ما بعد 25 يوليو/ تموز 2021.

ويلفت المراسل إلى أنّ مساندة اتحاد الشغل لمسار سعيّد كانت "مساندة نقدية ومشروطة"، إضافة إلى أن سقف المواقف لم يتجاوز الإطار النقابي والدور الاجتماعي.

وأضاف أن الاتحاد كان يعبر عن تحفظاته من داخل مساندته المشروطة لمسار 25 يوليو ومن داخل المربعات النقابية الاجتماعية التي كان يتحرك فيها الاتحاد.

وتابع مراسلنا أن اللافت في هذه المسيرة أيضًا هو خروج الاتحاد من تحفظه وتكتمه على موقفه وتقديره السياسي في علاقة بمسار الرئيس التونسي قيس سعيّد، وإفصاحه بشكل واضح وصريح عن رفضه لهذا المسار، مشيرًا إلى أن الشعار المركزي لهذه المسيرة هو التصدي للتفرد بالحكم.

وأوضح أن هذا الشعار هو سياسي بامتياز، وليس شعارًا نقابيًا أو اجتماعيًا، لافتًا إلى أن الاتحاد من خلال تحركه اليوم يبعث رسالة سياسية، خاصة أن الرئيس التونسي قد استبق هذه المسيرة بدعوته لوزير الشؤون الاجتماعية ليوجه رسائل للرأي العام وخاصة الاتحاد العام التونسي للشغل.

وتابع أن الاتحاد التقط هذه الرسائل ورد عليها أمينه العام نور الدين الطبوبي اليوم خلال الكلمة التي ألقاها أمام الآلاف من أنصار الاتحاد، قال فيها: إن اتحاده "يوجه تحية لمن أسماهم بالمناضلين المعتقلين في سجن المرناقية من نقابيين وحقوقيين وغيرهم".

وأضاف الطبوبي أن زمن الاعتقالات الليلية والاعتداء على الحريات والتضييق على الحريات، لا يجدر أن يكون الواقع في تونس بعد الثورة، واتهم كذلك الحكومة بالتلاعب والمواربة في علاقتها وبتعهداتها مع الاتحاد العام التونسي للشغل، خاصة في باب الزيادة في الأجور.

أما الأمر الثاني الذي جعل هذه المسيرة استثنائية ومختلفة عن سابقاتها، حسب مراسل "العربي"، فهو أن الاتحاد العام التونسي للشغل قام لأول مرة بتعبئة قصوى لقواعده في الجهات الداخلية في المحافظات على مدى أسبوعين.

"مبادرة الإنقاذ الوطني"

ويضيف مراسلنا، أن الطبوبي يرى بأن مبادرة الإنقاذ الوطني التي يصوغها بمشاركة الهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية لحقوق الإنسان، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية الاجتماعية، لا تزال قائمة على الأقل، على حد تعبير حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد للاتحاد الذي قال إن هذه المبادرة ستعرض الأسبوع المقبل.

ووفق حفيظ، فإن هذه المبادرة ستطرح الأسبوع المقبل أمام الرئيس وقيادة اتحاد الشغل، على الرغم من المواقف السياسية، وكل التحفظات والاتهامات والرسائل المتبادلة، حسبما أفاد مراسل "العربي".

وحسب مراسلنا فإن هذه المبادرة ستطرح وفق ما أعلنه الاتحاد في وقت سابق لتصبح الكرة في ملعب الرئيس وأن يكون سعيّد المبادر، وأن يقود هذه المبادرة وأن يصنع الرسالة السياسية من جديد في البلاد، ويؤطر الأطراف الاجتماعية والأطراف الحقوقية والنضالية.

وأشار مراسلنا إلى أنه في حال حصل العكس فإن الاتحاد لديه خطة ومسار، لم يعلن عنه، إلا أنه وعلى لسان نور الدين الطبوبي يؤكد أنه في حال رفض الرئيس المبادرة أو تجاهلها أو لم يتفاعل معها، فإن لكل حادث حديث.

وتعاني تونس منذ 25 يوليو/ تموز 2021 من أزمة سياسية حادة حين بدأ سعيّد فرض إجراءات استثنائية منها حل مجلس القضاء والبرلمان وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة وإقرار دستور جديد عبر استفتاء.

وتلك الإجراءات تعتبرها قوى في تونس "تكريسًا لحكم فردي مطلق"، بينما تراها قوى أخرى "تصحيحًا لمسار ثورة 2011"، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987-2011).

المصادر:
العربي
شارك القصة