الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

معارك محتدمة في دونباس.. ماذا حقق الهجوم الروسي المستمر؟

معارك محتدمة في دونباس.. ماذا حقق الهجوم الروسي المستمر؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش مدى صمود أوكرانيا في وجه الهجوم الروسي (الصورة: الجيش الأوكراني)
أعلنت أوكرانيا أن القوات الروسية تشن هجمات على سيفيرودونيتسك من دون أن تحقق نجاحًا، مشيرة إلى أن جنودها صدوا جيش موسكو قرب فروبيفكا وميكولايفكا وفاسيفكا.

أكّدت موسكو، أمس الأحد، أنها "دمرت مستودعًا كبيرًا" في غرب أوكرانيا للأسلحة المُرسلة من الدول الغربية، في وقت تدور معارك طاحنة في سيفيرودونيتسك في شرق البلاد حيث يبدو أن القوات الأوكرانية تواجه صعوبات في التصدي للروس.

دبلوماسيًا، وغداة الوعد الذي قطعته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال زيارة مفاجئة لكييف بإعطاء رد "الأسبوع المقبل" بشأن ترشح أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قالت المسؤولة: إن "التحدي (يكمن) في الخروج من المجلس الأوروبي (الذي يلتئم في 23 و24 يونيو/ حزيران) بموقف موحد".

أما على الصعيد الميداني، فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن "صواريخ كاليبر أُطلِقت من البحر (...) دمرت بالقرب من تشورتكيف مستودعًا كبيرًا لأنظمة صواريخ مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي محمولة وقذائف زودت بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية نظام كييف".

ولم يحدد الجيش الروسي التوقيت الذي شُنت فيه هذه الضربة، لكن السلطات الأوكرانية في هذه البلدة الصغيرة الواقعة غربي البلاد أعلنت أنها أدت مساء السبت إلى إصابة 22 شخصًا على الأقل بينهم مدنيون، وألحقت أضرارًا بموقع عسكري.

وتعليقًا على ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالته المسائية بالفيديو الأحد: إنه "لم يكن هناك أي هدف تكتيكي أو إستراتيجي لهذه الضربة، كما هي الحال عليه في الغالبية العظمى من الضربات الروسية الأخرى. هذا إرهاب، مجرد إرهاب".

"معركة الشرق"

وفي الشرق، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية الأحد أن القوات الروسية تشن هجمات على سيفيرودونيتسك "من دون أن تحقق نجاحًا"، مشيرة إلى أن الجنود الأوكرانيين صدوا جيش موسكو قرب فروبيفكا وميكولايفكا وفاسيفكا.

وتفتح السيطرة على سيفيرودونيتسك لموسكو الطريق نحو مدينة كبرى أخرى هي كراماتورسك في حوض دونباس، المنطقة التي يشكل الناطقون بالروسية غالبية سكانها وتريد روسيا السيطرة عليها بالكامل. ويسيطر انفصاليون موالون لروسيا على أجزاء من هذه المنطقة الغنية بالمناجم منذ 2014.

من جهته، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي عبر تلغرام: إن "الوضع في سيفيرودونيتسك صعب جدًا".

وأضاف أن القوات الروسية تريد "إغلاق المدينة بالكامل" ومنع أي مرور للرجال والذخيرة، لافتًا إلى أنه يخشى أن يستخدم العدو "كل احتياطاته للاستيلاء على المدينة" خلال 48 ساعة.

وصرح ليونيد باشنيك زعيم منطقة لوغانسك الانفصالية السبت على هامش زيارة للمستشفى العسكري الروسي قيد الإنشاء "لم يتم تحرير سيفيرودونيتسك بنسبة 100%... حاليًا، لم ننجح في السيطرة على المنطقة الصناعية".

وأضاف: "في أي حال، سنحقق هدفنا ونحرر المنطقة الصناعية، سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك ستكونان لنا".

وأكد غايداي مساء السبت أن حريقًا اندلع في موقع مصنع آزوت.

أما في الجنوب، في منطقة دونيتسك، فقالت الرئاسة الأوكرانية: إن "الروس (يعززون) جهودهم لتدمير البنى التحتية الأساسية".

توقف في ضواحي ميكولايف جنوبًا

وفي الطرف الآخر من جبهة المواجهة، في ميكولايف وهي ميناء رئيس على مصب نهر دنيبر في الجنوب، توقف التقدم الروسي في ضواحي المدينة، بحسب وكالة فرانس برس.

بدورها، أوضحت قيادة العمليات الأوكرانية أن القوات الروسية أطلقت صواريخ على ضواحي هذه المدينة، وهي "نيران مستمرة هدفها الضغط نفسيًا على السكان المدنيين".

وبحسب موسكو، أسقط الجيش الروسي ثلاث طائرات مقاتلة من طراز سوخوي سو-25 بين صباح السبت وصباح الأحد، اثنتان منهما في قتال جوي والثالثة بنيران الدفاع الجوي.

"الصمود حتى الانتصار"

وفي هذا الإطار، أكد السكرتير الثاني بسفارة أوكرانيا بالكويت إيفان سيهيدا، ألا خيار لبلاده سوى الصمود حتى الانتصار في هذه المعركة، لأن أي تنازل أو هدنة مع موسكو ستعطيها الفرصة من أجل إعادة تجهيز نفسها لتنفيذ هجوم جديد على أوكرانيا.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الكويت، أن نهاية الحرب مع روسيا غير متوقعة، مرجحًا تنحي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن السلطة، أو انهيار روسيا الاتحادية أو تفككها إلى جمهوريات عديدة كما الاتحاد السوفيتي.

ولفت سيهيدا، إلى أن أوكرانيا لم تكن جاهزة بالمستوى المطلوب كي تصد الهجوم الروسي، مشددًا على وجوب تسليحها بشكل أفضل لردع القوات الروسية.

مقتل بريطاني ثان في المعارك الدائرة في أوكرانيا

إلى ذلك، أعلن زعيم انفصالي من الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا الأحد أنه لا يريد تعديل عقوبة الإعدام الصادرة بحق بريطانيَين اثنين ومغربي بتهمة القتال مع الجيش الأوكراني، معتبرًا أنها "عادلة".

وقال دينيس بوشيلين زعيم منطقة دونيتسك الانفصالية التي حكمت عليهم: "جاؤوا إلى أوكرانيا لقتل مدنيين من أجل المال. لهذا السبب لا أرى شروطًا لأي تخفيف أو تعديل للحكم".

تزامنًا، قُتل جندي بريطاني سابق بالرصاص في أوكرانيا، وفق ما أعلنت عائلته الأحد. وجوردان غاتلي هو ثاني بريطاني يتم إعلان مقتله خلال مشاركته في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية في مواجهة الهجوم الروسي.

الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

وخلال عودتها من كييف حيث التقت السبت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال، تطرّقت فون دير لايين مجددًا إلى طلب انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي.

وقالت لصحافيين في وارسو: "آمل أن بعد 20 عامًا، حين سننظر إلى الوراء، سيمكننا القول إننا فعلنا ما كان يجب فعله".

وتابعت: "فعلت أوكرانيا أشياء مهمة في السنوات العشر الأخيرة ولا يزال هناك كثير لتفعله. سيعكس قرارنا ذلك بعناية". أضافت "طريق الاتحاد الأوروبي معروف جيدًا (...) ومبني على الجدارة".

وتطالب أوكرانيا بـ"التزام قانوني" ملموس من الأوروبيين لمنحها سريعًا وضع الدولة المرشحة رسميًا للانضمام إلى الاتحاد، غير أن الدول الـ27 منقسمة حيال هذه المسألة.

بالنسبة لأوكرانيا، سيشكل الحصول على وضع الدولة المرشحة "بداية انطلاق" عملية طويلة من المفاوضات والإصلاحات، وفق ما قال زيلينسكي مساء السبت، مؤكدًا: "سنعمل بجدية أكبر على المستويات كافة، إنه أمر مهم جدًا بالنسبة إلينا".

في تطور آخر، استؤنف الاتصال بين محطة الطاقة النووية الأوكرانية في زابوريجيا (جنوب) الخاضعة للسيطرة الروسية منذ مطلع مارس/ آذار، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب ما أعلنت الشركة المشغّلة للمحطات النووية الأوكرانية "إنيرجواتوم" والوكالة الأممية.

وعلى خط آخر، وتحت شعار "الاسم يتغيّر لكن الحب يبقى"، افتتحت روسيا الأحد نسختها الخاصة ممّا كان قبل مايو/ أيار سلسلة تضم 850 مطعمًا للوجبات السريعة تابعة لماكدونالدز الأميركية التي غادرت البلاد بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا لأوكرانيا.

وأعلن ألكسندر غوفور المالك الجديد لسلسلة مطاعم ماكدونالدز السابقة في روسيا قبل إعادة فتحها الأحد أنه اختار لها اسم "فكوسنو إي توتشكا" (شهي. نقطة).

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close