في الوقت الذي تتعرض فيه لانتقادات وضغوط عالمية بشأن معاملتها لمسلمي الإيغور، تشن الصين، حملة شرسة وغير مسبوقة للرد على ذلك، تشمل هجومًا على نساء شكَوْنَ من تعرضهن لانتهاكات.
ومع تزايد المزاعم عن انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم شينجيانغ؛ إذ اتهمت أعداد متزايدة من المشرعين الغربيين الصين بممارسة إبادة جماعية، تعمل بكين على التشكيك في شهادات نساء من الإيغور كانت وراء تقارير عن سوء المعاملة في الفترة الأخيرة.
وحدد المسؤولون الصينيون نساء بالاسم، ونشروا ما زعموا أنها "بيانات ومعلومات طبية خاصة عن خصوبتهن"، كما وجّهوا إليهن اتهامات تدل على "سوء السلوك"، وفق وصفهنّ، ما يثير، برأيهم، شكوكًا حول مصداقية روايات النساء عن الانتهاكات في الإقليم الصيني.
وفي مؤتمر صحافي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عقد في إطار حملة الصين لمواجهة الانتقادات، قال شو جويشيانغ نائب رئيس إدارة الدعاية في شينجيانغ: "اتخذنا إجراءات جادة لتفنيد بعض أعمال الإعلام المقززة". وتشمل الحملة إفادات استمرت ساعات ولقطات مصورة لسكان الإقليم وأفراد أسر يتحدثون.
"لا رحمة".. وثائق مسربة تكشف عن توجيهات الرئيس الصيني القاسية بخصوص التعامل مع أقلية الإيغور المسلمة pic.twitter.com/LE47E9OTAM
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 22, 2019
وبحسب وكالة "رويترز"، فإن مراجعة لعشرات الساعات من العروض في الأشهر الأخيرة، وتقارير تقع في مئات الصفحات، بالإضافة إلى مقابلات مع خبراء، تُظهِر أن هناك حملة دقيقة وواسعة النطاق تشير إلى مخاوف الصين من فقدان السيطرة على ما يروى عن شينجيانغ.
من جهته، أكد جيمس ميلوارد أستاذ التاريخ الصيني بجامعة جورج واشنطن والخبير في السياسات الخاصة بشينجيانغ أن "أحد أسباب قلق الحزب الشيوعي من شهادات النساء هو أنها تقوض الفرضية الأولية لما يقوم به هناك وهي أنه يكافح الإرهاب".
وأضاف: "حقيقة وجود عدد كبير جدًا من النساء في المعسكرات، لا تبدو عليهن أي مظاهر للعنف، تُظهر أن هذا الأمر لا علاقة له بالإرهاب".
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان اتهمت الصين بتشديد العقوبات الجزائية بحق الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى، فيما شدّد وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن في أول اتصال مع الحكومة الصينية منذ تولي الرئيس جو بايدن السلطة، على ضرورة احترام حقوق الإيغور.
وتمثل أقلية الإيغور الغالبية ضمن نحو مليون شخص أفادت تقديرات الأمم المتحدة بأنهم محتجزون في معسكرات في شينجيانغ، في إطار ما تزعم الحكومة المركزية أنها حملة لمكافحة الإرهاب.