يبدو القتال في مأرب باليمن وكأنه "معركة كسر عظم"، بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة بإسناد من التحالف السعودي الإماراتي.
وأعلنت سلطات محافظة مأرب اليمنية مقتل 3 مدنيين بينهم طفل وإصابة 10 أشخاص آخرين في سقوط صاروخين بالستيين أطلقهما الحوثيون على مدينة مأرب.
من جانبها أعلنت القوات الحكومية صد هجمات عنيفة لمقاتلي جماعة الحوثي على عدة جبهات في محافظة مأرب واستعادة السيطرة على عدة مواقع في محيط المدينة، بإسناد من التحالف.
وفيما لم تؤكد جماعة الحوثي الهجوم الصاروخي، قالت وسائل إعلام حوثية إن طائرات التحالف نفذت 26 غارة على سرواح ومجزر في محافظة مأرب.
ويضاف هذا العدد من الضحايا والجرحى إلى أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى الذين سقطوا في مواجهات بين يومي الخميس والأحد الماضيين في جبهات القتال في المنطقة.
وفي وقت امتد فيه نطاق القتال الجغرافي إلى مناطق الكسارة والمشجح والمخدر وهيلان والزور وسرواح، شملت غارات التحالف معظم المناطق التي تتوزع بالجهات الغربية والجنوبية والشمالية من محافظة مأرب الغنية بالموارد الطبيعية، مستهدفة مواقع جماعة "أنصار الله" الحوثية" وتعزيزاتها.
"لا رغبة في حل النزاع"
ولا يعني امتداد المعارك لنحو نصف عام بالنسبة لجماعة الحوثي وحلفائها التراجع عن خططها العسكرية في المحافظة.
ويقول طارق الشامي رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي في صنعاء إنه "لا خيار إلا في بسط نفوذ الدولة على كافة الأراضي اليمنية ودحر الغزاة المستعمرين والقوات الأجنبية"، مضيفًا أن "هذا الأمر ضمن المهام الرئيسية للدولة اليمنية".
ولم تتضح بعد آفاق النزاع في البلاد بعد أكثر من 6 سنوات من الحرب، لا على الصعيد العسكري أو السياسي.
ويؤكد الباحث في الشأن السياسي عبد القادر سلام، أن الممسكين بخيوط اللعبة الأساسية لا يريدون أن يتم حل النزاع في اليمن اليوم، وإنما بعد حل إشكالية أفغانستان والصومال والعراق وليبيا وسوريا.
ويزداد واقع اليمن تمزقًا في انتظار موعد حلحلة الوضع، وتتسع دائرة معاناة اليمنيين في واحدة من أقسى الأزمات الإنسانية في العالم.
امتداد المعارك على أكثر من جبهة
في هذا الصدد يفيد مراسل "العربي" عمر المقرمي من مأرب، بأن أكثر من 70 مدنيًا بينهم نساء وأطفال أصيبوا وقتلوا بقصف صاروخي للحوثيين، استهدف مدينة مأرب وأحياءها السكنية منذ مطلع الشهر الجاري وفق السلطات المحلية.
ويلفت إلى أن وزارة الدفاع اليمنية أعلنت أنها صدت 50 هجومًا للحوثيين على محافظة مأرب.
ويضيف نقلًا عن مصادر عسكرية أن التحالف دمر عربات عسكرية وآليات للحوثيين في جبهة رغوان شمال مدينة مأرب، كما أعاق وصول تعزيزات للحوثيين إلى محافظة الخنجر بمحافظة الجوف شمال شرقي البلاد.
ويشير المقرمي إلى أن اشتباكات دارت في منطقة الدريهمي بمحافظة الحديدة غربي البلاد بين القوات المشتركة الموالية للحكومة والحوثيين؛ أسفرت عن مقتل 5 من الجانبين وإصابة آخرين.