بعد توتر العلاقة بين الجزائر وإسبانيا مؤخرًا، نفت وزارة الخارجية الجزائرية، اليوم الأربعاء، ما وصفتها بـ"معلومات زائفة" حول فشلها في عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية، لإصدار بيان تضامني معها في أزمتها مع إسبانيا.
وذكرت الوزارة أن بعض المواقع على شبكات التواصل الاجتماعي تناولت، أخبارًا من "نسج مخابر الدعاية المخزنية حول ما يزعم أنه فشل للجزائر في جمع التأييد اللازم لعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية من أجل استصدار بيان تضامني معها".
وأضافت الوزارة في بيان: "تنفي الوزارة هذه الأخبار الزائفة التي لا تمت للواقع بصلة وتتنافى تمامًا مع قيم الدبلوماسية الجزائرية التي تمارس مهامها بكل شفافية وسيادة".
توتر جديد
والأسبوع الماضي، علقت "معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون" التي أبرمت عام 2002 بين الجزائر وإسبانيا، بعد تغيير الأخيرة موقفها في ملف إقليم الصحراء قبل شهرين، لتدعم مدريد علنًا مشروع الحكم الذاتي المغربي، ما أثار غضب الجزائر التي رأت أنه ينافي الشرعية الدولية.
ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة بوليساريو حول إقليم الصحراء، وهو مستعمرة إسبانية سابقة تصنفه الأمم المتحدة بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".
وأكد بيان الجزائر، على أن "الطابع الثنائي والسياسي للأزمة الراهنة مع الحكومة الإسبانية الحالية بسبب إخلال هذه الأخيرة بواجباتها تجاه تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية طبقًا للشرعية الدولية".
وتابعت: "من هذا المنطلق، فإن الجزائر الواثقة من صواب موقفها وصحة ما اتخذته من قرارات سياسية سيادية في هذا الشأن، في غنى عن استصدار مواقف مؤيدة لها سواء من دول شقيقة أو صديقة أو من منظمات دولية".
وتعليق معاهدة الصداقة، هي ثاني خطوة دبلوماسية تلجأ لها الجزائر بعد سحب السفير احتجاجًا على تأييد مدريد لموقف المغرب من نزاع إقليم الصحراء.
وفي هذا الإطار، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، توفيق بو قاعدة، أن السلطات الجزائرية تعتبر أن المعاهدة انتهت بسلوك مدريد الأخير قبل القرار الجزائري، مشيرًا إلى أنه سيعقبها قرارات أخرى بهدف معاقبة إسبانيا وإجبارها على مراجعة موقفها.
وقال بو قاعدة في حديث إلى "العربي" من الجزائر: إن الموقف الجزائري بدأ يؤثر في الداخل الإسباني من خلال إجماع البرلمانيين على عدم فهم سلوك الحكومة الإسبانية، جراء تعديل موقفها دون إعطاء مبررات واضحة.