يضطر يمنيون إلى قطع الأشجار وبيعها لتدبير قوت يومهم بعد أن فقدوا مورد رزقهم، وأدى ارتفاع الطلب على خشب الغابات جراء أزمة المحروقات والوقود إلى استفحال ظاهرة التصحر.
وفي اليمن، يمضي على العمادي كل صباح إلى الغابات لقطع الأشجار بغية كسب لقمة العيش، بعد أن قضت سنوات الحرب في اليمن على المهنة التي كان يمارسها.
وحال العمادي كمعظم اليمنيين في محافظة محويط، حيث يقبل المواطنون إلى الأخشاب مع نقص المحروقات وارتفاع الأسعار وتضاعف معاناتهم اليومية، ويقومون بتخزين الحطب في منازلهم.
كما أن أصحاب المطاعم والمخابز أصبحوا يعتمدون على الحطب، بعد أن أجبروا على البحث عن بديل للغاز والوقود.
ويشتري الحطابون في اليمن شجرة الأكاسيا من أصحاب الأراضي بما يعادل 100 دولار، وبعد تقطيعها يبيعونها لتجار يقومون بإرسالها إلى المدن، الأمر الذي يؤدي إلى اختفاء أنواع كثيرة من الأشجار طالما عرف بها اليمن.
تداعيات "التحطيب العشوائي" في اليمن
ونتيجة ذلك، تتعاظم المخاوف من أن تلقي الأزمة المأساوية بظلالها على الغابات، وأن يؤدي استنزاف الطبيعة إلى ما يهدد البيئة والإنسان في اليمن.
ويشرح نائب مدير صحة البيئة في صنعاء سيف مقبل الذبحاني لـ"العربي" تداعيات التحطيب العشوائي في اليمن على البيئة أبرزها تحولّ عدد كبير من المناطق إلى قاحلة وصحراوية.
كما يشير الذبحاني إلى أنه، حتى يومنا هذا، لا توجد إحصائيات دقيقة تشرح نسبة الاحتطاب في اليمن، إنما يؤكد أن هذه الظاهرة تأخذ بشكل عام مظهرًا عشوائيًا بنسية تصل إلى 70%.
ويلفت إلى أنّ التخوفات تتزايد من وصول عمليات اقتطاع الأشجار بشكل عشوائي إلى المحميات الطبيعية والعبث بها.
وينصح نائب مدير صحة البيئة المواطنون الذين باتوا يلجؤون إلى الأخشاب لتأمين مصادر دخلهم أن يقوموا في المقابل بزرع الأعداد نفسها من الأشجار التي يقتطعونها وفي الأماكن نفسها حفاظًا على التنوع البيئي.