السبت 14 Sep / September 2024

مع تشدد المعارضين للقاحات وقيود كورونا.. النمسا تحذر من توجه "مقلق جدًا"

مع تشدد المعارضين للقاحات وقيود كورونا.. النمسا تحذر من توجه "مقلق جدًا"

شارك القصة

برنامج "شبابيك" يناقش خطوة النمسا حول إلزامية أخذ اللقاح ضد فيروس كورونا (الصورة: غيتي)
أكد الرئيس الجديد لجهاز الاستخبارات الداخلي في النمسا "رصد تهديدات لبنى تحتية حرجة"، ذاكرًا من بينها وسائل الإعلام والسياسيين والفرق الطبية.

يحذر الرئيس الجديد لجهاز الاستخبارات الداخلي النمساوي من توجه "مقلق جدًا" مع تشدّد الناشطين المعارضين للقاحات والقيود المضادة لوباء كوفيد-19، إذ باتوا يعبرون الحدود "لنشر أيديولوجيتهم المتطرفة".

وأوضح عمر حجاوي بيرشنر (41 عامًا) لوكالة فرانس برس في أول مقابلة يمنحها للصحافة الأجنبية أن النمسا تربة خصبة لمعارضي اللقاحات بسبب فرض التلقيح الإلزامي فيها اعتبارًا من 4 فبراير/ شباط.

وأثار هذا القرار موجة من التظاهرات الحاشدة في فيينا شارك فيها العديد من الأجانب القادمين بصورة خاصة من ألمانيا وسويسرا المجاورتين.

مشاعر "معادية للسامية"

وقال الشرطي السابق: إن "العديد من الناشطين اتخذوا منحًى متطرفًا جدًا" ويغتنمون هذه اللقاءات "لعقد اجتماعات وبناء شبكة" مع "شركائهم من اليمين المتطرف" على خلفية مشاعر "معادية للسامية".

وهم ينشرون، بحسبه، أفكارهم من عاصمة إلى أخرى مستغلين الاحتجاجات على القيود الصحية.

وهزت تظاهرات بعضها عنيف في الأشهر الأخيرة العديد من البلدان الأوروبية من فرنسا إلى هولندا، ومن ألمانيا إلى بلجيكا.

وأكد حجاوي بيرشنر أنه في النمسا "نرصد تهديدات لبنى تحتية حرجة"، ذاكرًا من بينها وسائل الإعلام والسياسيين والفرق الطبية.

وأقامت السلطات مؤخرًا طوق حماية حول المستشفيات ومراكز الفحوص لكشف الإصابة بالوباء والتلقيح، خوفًا من حصول تجاوزات.

سلسلة فضائح

وتولى عمر حجاوي بيرشنر المتحدر من أب أردني الأصل وأم نمساوية، رئاسة أجهزة الاستخبارات في ديسمبر/ كانون الأول بعد مسار مهني في الشرطة.

وأوكل مهمة تقضي بتلميع صورة وكالة واجهت سلسلة فضائح على ارتباط بروسيا.

وخضع "المكتب الفدرالي لحماية الدستور ومكافحة الإرهاب" سابقًا الذي بات يعرف بـ"مديرية الأمن الوطني والاستخبارات" بحسب تسميته الجديدة، لإعادة تنظيم كاملة سعيًا لطي صفحة "الحوادث" كما يشير إليها الرئيس الجديد.

وعمدت أجهزة الاستخبارات الحليفة في مطلع 2018 إلى الحد من تعاونها مع النمسا، الدولة المحايدة غير العضو في الحلف الأطلسي، خوفًا من تسريب معلومات إلى موسكو.

واعتبرت أن موثوقية أجهزة هذا البلد باتت موضع شك بعد وصول اليميني المتطرف هيربرت كيكل الذي كان تشكيله "حزب الحرية النمساوي" مرتبطًا بشراكة مع حزب "روسيا الموحدة" بزعامة الرئيس فلاديمير بوتين، إلى وزارة الداخلية.

وأثار الوزير فضيحة وطنية بإصداره أمرًا فور تسلم مهامه بمداهمة مقر المكتب الفدرالي لحماية الدستور ومكافحة الإرهاب، وضبط العديد من الوثائق الحساسة فيه.

كما هزت النمسا فضائح تجسس لحساب موسكو كان كولونيل وعملاء سريون سابقون ودبلوماسي كبير ضالعين فيها.

إعادة "الثقة" تدريجيًا

وضاعف حجاوي بيرشنر منذ تولي مهامه "المحادثات مع الشركاء" من بلدان أخرى بهدف إعادة "الثقة" تدريجيًا.

وقال بهذا الصدد "إننا مدركون" أن العملية ستستغرق "أشهرًا، بل سنوات".

كما يتحتم على الوكالة معالجة قصورها على صعيد مكافحة الإرهاب.

وكشف التحقيق حول اعتداء فيينا الذي نفذه مهاجم من أنصار تنظيم الدولة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 عن ثغرات في عمل جهاز الاستخبارات الداخلية الذي لم يستجب لتحذيرات عديدة صدرت عن أجهزة استخبارات دول مجاورة خلال الأشهر التي سبقت المأساة.

واتهم المحافظون في ذلك الحين اليمين المتطرف بأنه "أفسد" الجهاز خلال تسلمه السلطة، ما جعل النمسا عرضة للمخاطر.

ويؤكد حجاوي بيرشنر أن التواصل بين الأجهزة تحسن منذ ذلك الحين لتفادي خطأ كهذا.

وقال: "لا يمكننا تدارك هجوم إرهابي بنسبة مئة بالمئة، لكن مديرية الأمن الوطني والاستخبارات باتت مسلّحة بشكل أفضل".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close