وقّع حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلّف بنيامين نتنياهو أول اتفاق ائتلافي مع حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف.
الاتفاق يُمنح بموجبه منصب وزير الأمن الداخلي بصلاحيات موسعة ومقعدًا في مجلس الوزراء الأمني، للقومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي قال في بيان اليوم الجمعة: "قطعنا خطوة كبيرة نحو تشكيل حكومة يمينية بالكامل".
وحقّق الليكود، بزعامة نتنياهو وحلفاؤه من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة، فوزًا بأغلبية واضحة في الانتخابات التي جرت في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. لكن جهوده لتشكيل حكومة على وجه السرعة واجهت عقبات مع استمرار المفاوضات مع شركاء الائتلاف.
ويبدو أن الحكومة المرتقبة ستكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، الأمر الذي سيضع نتنياهو تحت ضغط لحفظ التوازن الدبلوماسي بين ائتلافه وحلفائه الغربيين، بحسب وكالة "رويترز".
صلاحيات موسعة لبن غفير
وسيحظى بن غفير في منصبه بصلاحيات موسعة على الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود في الضفة الغربية ومصلحة السجون.
وبموجب الاتفاق، سيحصل حزبه (القوة اليهودية) على حقيبة النقب والجليل، إضافة إلى حقائب ومناصب أخرى كان يطالب بها.
ويُعرف بن غفير بانتمائه لليمين المتطرف الإسرائيلي وبعنصريته تجاه العرب وعدائه لهم.
ويقيم عضو الكنيست، الذي وُلد في القدس الغربية عام 1976، في مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وقد شارك أكثر من مرة في اقتحامات المسجد الأقصى المبارك.
المنصب صُمم على قياسه
إلى ذلك، يشير مراسل "العربي" من القدس أحمد جرادات، إلى أن بن غفير يُعتبر امتدادًا لحزب كاخ الإرهابي، ومن مؤيّدي الحاخام المتطرف كاهانا، لافتًا إلى مطالبة عضو الكنيست بالسماح للمستوطنين الإسرائيليين بالصلاة العلنية في المسجد الأقصى المبارك والاقتحام في أي وقت.
ويقول: إن المنصب تم رسمه وتصميمه على "قياس بن غفير وعلى قياس مطالبه في الفترة الأخيرة".
ويشرح أنه "تم توسيع صلاحيات منصب وزير الأمن الداخلي وتحويله إلى منصب وزير الأمن القومي، وكذلك توسيع صلاحيات تتعلق بالشرطة حيث سيقوم بالتدخل في سياساتها وصلاحياتها، وسيكون له مسؤولية على حرس الحدود في الضفة الغربية".
ويردف: "سيتم توسيع صلاحيات بن غفير أيضًا فيما يُعرف باسم الحرس المدني، الذي ذاع صيته بعد هبة الكرامة عام 2021، حيث بدأت إسرائيل بتجنيدٍ مدني وإنشاء جهاز ينتشر في المدن داخل الخط الأخضر، وتحديدًا المختلط منها".
إلى ذلك، يلفت مراسلنا إلى أن الاتفاق بين نتنياهو وبن غفير هو أول اتفاق يوقعه الليكود مع أحزاب من معسكره.
ويشير إلى أن نتنياهو يطمح لتوقيع مزيد من هذه الاتفاقيات الأسبوع المقبل، وتحديدًا مع حزبَي شاس ويهدوت هتوراة، وذلك في محاولة منه ربما لعزل رئيس الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش.
ويؤكد أن للاتفاق الذي وُقع تأثيرًا كبيرًا على الفلسطينيين في مدينة القدس وداخل الخط الأخضر.