أعلن وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، رفض بلاده "القاطع" لمناقشة حصص المياه من خلال مفاوضات سد "النهضة"، وتخوّفه من تحوّل منافع السد إلى كوارث.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإثيوبي "إن هدف بلاده من بناء سد النهضة هو فقط تلبية حاجاتها من الكهرباء، من دون تشكيل تهديد على دول المصب".
وجاء تصريح آبي أحمد خلال كلمة ألقاها أمام أعضاء مجلس النواب اليوم الإثنين، أثناء جلسة لمناقشة مشروع موازنة عام 2021/2022، وفق وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية.
وقد عُقدت عشرات الجولات التفاوضية بين إثيوبيا ودولتي مصب نهر النيل، السودان ومصر، خلال السنوات العشر الماضية، دون التوصل إلى اتفاق نهائي، مع تبادل للاتهامات بشأن المسؤولية عن تعثر المفاوضات.
الكرة بملعب مجلس الأمن الدولي
ويعقد مجلس الأمن جلسة حول سد "النهضة" الخميس المقبل، هي الثانية من نوعها بعد الأولى قبل عام، انتهت بِحثّ الأطراف على الحوار تحت قيادة الاتحاد الإفريقي.
وتستعد مصر لتذكير مجلس الأمن بحقوقها المائية، مع اقتراب الموعد الذي حدّدته إثيوبيا لبدء الملء الثاني لسد النهضة، حيث توجّه وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى الولايات المتحدة، في إطار التحضير لجلسة مجلس الأمن الدولي المنتظرة.
وفي السياق نفسه، رفضت إثيوبيا طرح الملف على طاولة المداولات في مجلس الأمن الدولي؛ وقال المندوب الإثيوبي في الأمم المتحدة تاي أتسك: "ليس من مهام مجلس الأمن النظر في المياه أو قضايا السدود، وعلى الدول الثلاث أن تجلس للتفاوض".
كما أعلنت إثيوبيا أمس الأحد، رفع مستوى تأهب قواتها المنتشرة في منطقة سد "النهضة" لتأمين المرحلة الثانية من ملئه.
السودان يشترط تغيير منهجية الحوار
وأبلغ وزير الري السوداني، السفيرة الفرنسية خلال لقائهما الأحد أن "السودان لن يدخل في أي جولات تفاوض (حول السد) ما لم يتم الاتفاق على تغيير منهجية الحوار، ومنح دور أكبر للمراقبين والخبراء"، بحسب "سونا".
وكان المتحدث باسم الفريق السوداني بمفاوضات سد "النهضة" عمر الفاروق، أكّد السبت الماضي تمسك بلاده برعاية الاتحاد الإفريقي لمفاوضات السد المتعثرة منذ أشهر، للتوصل إلى اتفاق نهائي ملزم لملء وتشغيل السد.
كما جدّد مقترح السودان بشأن وساطة رباعية تشمل الاتحادين الإفريقي والأوروبي، بجانب الأمم المتحدة وواشنطن، وهو اقتراح سبق أن طرحته الخرطوم في فبراير/ شباط الماضي، ورفضته أديس أبابا وقبلته القاهرة.
ورأى وزير الري السوداني أن "قضية سد النهضة تعقّدت وأصبحت سياسية أكثر من كونها فنية".
وأكّد أن "المفاوضات محصورة في عملية الملء والتشغيل فقط خلال ما يقارب عشر سنوات، ولكن أثيوبيا غيّرت موقفها في يوليو/تموز 2020 وبدأت تتحدث عن حصص مياه". كما شدد عباس على أن "السودان يرفض هذا الموقف بصورة واضحة".
مخاوف من أضرار وكوارث
كما أعرب وزير الري السوداني عن مخاوف بلاده من "أن تتحول فوائد السد إلى أضرار وكوارث إذا لم يتم توقيع اتفاق قانوني". وطالب بضرورة ممارسة الضغوط الخارجية على أثيوبيا حتى لا يتم الملء من جانب واحد، وأن تعود للمفاوضات للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.
وتُصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه يُعتقد أنه في يوليو/تموز الجاري وأغسطس/آب المقبل، بعد نحو عام على ملء أول، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق.
في المقابل، تتمّسك القاهرة والخرطوم بالتوصل إلى اتفاق ثلاثي أولاً، للحفاظ على منشآتهما المائية، وضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.