دعا مفتي لبنان عبد اللطيف دريان، اليوم الأحد، إلى اتخاذ إجراءات لترميم العلاقات مع السعودية ودول الخليج عمومًا، وذلك في الوقت الذي اعتبر فيه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أن لبنان "دولة تقف على حدود جهنم".
وتشهد العلاقات اللبنانية – الخليجية توترًا غير مسبوق في أعقاب تصريحات نسبت إلى وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي قبل تسلمه لمنصبه الحالي انتقد فيها الحرب الدائرة في اليمن.
"خارج الحضن العربي"
وفي هذا السياق، دعا مفتي لبنان، بمناسبة الذكرى الـ78 لعيد الاستقلال الذي يوافق 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة ترتيب وترميم العلاقات مع الأشقاء العرب، وبخاصة السعودية ودول الخليج العربي، وإلا سيبقى الوطن خارج الحضن العربي، وهذا سيؤثر سلبًا على الوطن والمواطن".
وقال دريان: "الأمور لا يمكن أن تستقيم إلا تحت سقف انعقاد جلسة لمجلس الوزراء، والالتزام بالدستور والنظام".
وتأجل اجتماع مجلس الوزراء اللبناني إلى أجل غير مسمى في الثالث عشر من أكتوبر/ تشرين الأول جراء إصرار الوزراء المحسوبين على حزب الله وحركة أمل ببحث ملف تحقيقات انفجار مرفأ بيروت رغبة في تنحية المحقق العدلي القاضي طارق بيطار بعد اتهامه بـ"تسييس" القضية.
لبنان "ضحية الجنون السياسي والطائفي"
من جهته، اعتبر رئيس تيار المستقبل ورئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري أن لبنان "دولة تقف على حدود جهنم"، جراء ما سماه "الجنون السياسي والطائفي".
وقال الحريري في سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر: "بأي كلام نتوجه إلى اللبنانيين بعيد الاستقلال؟ لو قيض للكلام الذي يتردد منذ 7 عقود أن يتحقق، لكان لبنان اليوم جنة الله على الأرض، وليس دولة تقف على حدود جهنم".
بأي كلام نتوجه الى اللبنانيين بعيد الاستقلال؟ لو قيض للكلام الذي يتردد منذ سبعة عقود ان يتحقق لكان #لبنان اليوم جنة الله على الارض وليس دولة تقف على حدود جهنم. كاد لبنان في بعض المراحل ان يكون جنة الشرق ومنتدى العرب للحضارة والحوار والثقافة والديمقراطية، ١/٥
— Saad Hariri (@saadhariri) November 21, 2021
وأوضح: "محزن جدًا أن يقع استقلال بلدنا ضحية حلقات متتالية من الجنون السياسي والأمني والطائفي، وأن تكون دولته عاجزة حتى عن عقد جلسة لمجلس الوزراء".
"حروب الآخرين" في لبنان
واعتبر رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أن لبنان "كاد في بعض المراحل أن يكون جنة الشرق ومنتدى العرب للحضارة والحوار والثقافة والديمقراطية، لكن حروب الآخرين على أرضه، وصراع الطوائف المفتوح على تبادل الكراهيات وسياسات الاستقواء بالخارج قذفت به إلى جهنم وسلمت أقداره واستقلاله ونظامه الديمقراطي لعقول متوحشة متخصصة بإنتاج الدول الفاشلة".
وقال: "محزن جدًا أن يشعر المواطن اللبناني بعد 78 عامًا على الاستقلال أنه يحتاج إلى دولة حرة سيدة مستقلة، وليست رهينة حزب أو طائفة أو منصة لحراس الحروب الأهلية العربية".
وفي 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سحبت الرياض سفيرها في بيروت وطلبت من السفير اللبناني لديها المغادرة، وفعلت ذلك لاحقًا الإمارات والبحرين والكويت واليمن، على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي. ولم تنجح حتى الآن كلّ المساعي في حلحلة الأزمة، رغم دخول جامعة الدول العربية على الخط.
ومنذ عامين، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلًا عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار القدرة الشرائية للمواطن.