الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

مقامرة نووية.. ما هي حدود التصعيد بين روسيا والغرب؟

مقامرة نووية.. ما هي حدود التصعيد بين روسيا والغرب؟

شارك القصة

"للخبر بقية" يتناول تصعيد الرئيس الروسي وتلويحه بأسلحة الدمار الشامل (الصورة: غيتي)
أراد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلب موازين القوى من خلال خطابه، بينما تتراجع قواته في الشرق الأوكراني ويحقق الأوكرانيون تقدمًا أزعج الكرملين. 

في موقف ينذر بالمزيد من التصعيد على خط حرب أوكرانيا، لوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بترسانة بلاده من أسلحة الدمار الشامل وأعلن التعبئة الجزئية للجيش بدعوة 300 ألف من جنود الاحتياط.

أكثر من ذلك، طالب بوتين حكومته بتوفير الأموال لزيادة إنتاج الأسلحة، كما أكّد تأييده خطوات مناطق الدونباس وزاباروجيا وخيرسون نحو الانضمام إلى روسيا. 

جاء كل ذلك دفعة واحدة في خطاب واحد أراد بوتين قلب موازين القوى من خلاله، بينما تتراجع قواته في الشرق الأوكراني ويحقق الأوكرانيون تقدمًا أزعج الكرملين. 

"الغرب هو المشكلة"

وقال بوتين: "إن الغرب هو المشكلة، فهو لا يريد إحلال السلام بين موسكو وكييف"، محذرًا من أنه لم يخادع عندما أكّد سابقًا استعداده لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا. 

وهذا تهديد استبق الرئيس الأميركي جو بايدن الإشارة إليه الأسبوع الماضي، حيث دعت واشنطن إلى التعامل مع تهديدات موسكو بجدية. 

من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية إن على بوتين "وقف مقامرته النووية المتهورة"، بينما وصف أمين عام حلف شمال الأطلسي خطوة بوتين المعلنة "بالخطرة والمتهورة". 

وفي مقابل ذلك، لا ترغب كييف في قطع فرص التواصل مع موسكو للتوصل إلى حل. لكنها حريصة كل الحرص على الحديث من موقع قوة.

وهذا على الأقلّ ما يؤكد عليه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنّه يرى في الوقت ذاته أن فرص إجراء محادثات سلام مع بوتين تتضاءل. 

تعبئة جزئية 

وتعليقًا على هذه التطورات، يرى الصحافي أندريه مورتازين أن روسيا تضطر للقيام بالتعبئة الجزئية.

لكنه يدعو في حديث إلى "العربي" من موسكو، إلى الأخذ بعين الاعتبار أنه يتم تعبئة 1% من قدرة التعبئة الكاملة في روسيا، مؤكدًا أن الجبهة الأوكرانية تحتاج إلى قوات روسية جديدة في ظل استمرار العملية العسكرية. 

وحول هروب الروس من البلاد، يشير مورتازين إلى أن القوانين الروسية صارمة و"أن من يهرب من التعبئة يواجه عقوبة السجن لمدة عشر سنوات". 

كما يعتبر أن بوتين "لم يهدد باستخدام سلاح الدمار الشامل بل أوضح أنه تتوفر لدى الجيش الروسي أسلحة أقوى من السلاح المتوفر لدى حلف شمال الأطلسي بما فيها الأسلحة النووية".

ويرى مورتازين أن تحذيرات واشنطن بهذا الشأن "منافقة".

رد فعل روسي

من جهته، يعتبر أستاذ الدراسات الإستراتيجية ديفيد ديروش أن بوتين كان يظن أنه سينجح في أوكرانيا بغضون 3 أسابيع، مشيرًا إلى ضعف القوات الروسية في المواجهات القريبة. 

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، أن بوتين "كان يظن أنه سينتصر من خلال الضربات الجوية".

ويؤكد ديروش أن روسيا تظل قوة نووية طورت أسلحتها النووية على مدى الـ30 سنة الماضية. 

ويلفت إلى أن روسيا لا تريد أن تظهر نفسها على أنها "فاشلة" وقد تقوم برد فعل، لذلك لا يسمح الغرب لأوكرانيا باستعمال الصواريخ بعيدة المدى واستهداف الأراضي الروسية. 

سيناريوهان روسيان

من جانبه، يرى الباحث في مركز جنيف للدراسات ناصر زهير أن "بوتين يلوّح بالسلاح النووي ويضع الغرب أمام سيناريوهين أحلاهما مر بالنسبة للدول الأوروبية والولايات المتحدة".

ويشرح في حديث إلى "العربي"، من جنيف، أن الخيار الأول يقوم على إجراء الاستفتاء وضم المناطق الأوكرانية التي تحدّث عنها بوتين لروسيا ومن ثم استمرار العملية العسكرية، "وهنا ستعتبر موسكو هذه الأراضي روسية وأي قصف أوكراني عليها سيستدعي ردًا روسيًا شاملًا".

أمّا الخيار الثاني بحسب زهير، "فهو الحرب الشاملة النووية وهو ما وُصف بالمقامرة النووية"، على حدّ تعبيره. 

ويلفت زهير إلى أن بوتين رفع السقف في إطار المواجهة من أجل "إيقاف إرسال الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا من قبل الدول الغربية حيث تعتبر موسكو أن الناتو هو من يقاتل بأذرع أوكرانية.

ويرى أن "بوتين يسعى أيضًا لرفع السقف سعيًا للتوصل لحل دبلوماسي". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close