Skip to main content

مقتل جنود إسرائيليين.. قصف لا يتوقف على لبنان وأوامر إخلاء جديدة

منذ 11 ساعات
لحظة سقوط صواريخ الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت فجرًا - رويترز

جددت إسرائيل غاراتها الجوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، فجر اليوم الخميس، وذلك بعد أن أجرى المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكستين محادثات قبل التوجه إلى إسرائيل، مع استمرار تبادل القصف والمعارك في جنوب لبنان.

كما أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الخميس أوامر إخلاء جديدة في مناطق برج الشمالي والمعشوق والحوش جنوبي لبنان. وزعم جيش الاحتلال بعد نشره لخرائط بأن "نشاطات حزب الله تجبر جيش الدفاع للعمل ضده بقوة في هذه المناطق"، وفق قوله.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، أن الطائرات الإسرائيلية، أغارت عند الفجر على الضاحية الجنوبية، وسط تحليق منخفض جدًا لمسيّرة فوق أجوائها، واستهدفت ثلاثة غارات منطقة حارة حريك، وتسببت بتدمير عدد من المباني. ومنذ الفجر، يسود الهدوء الحذر منطقة الضاحية إلا أن التحليق المسيّر ما زال في الأجواء.

غارات على الجنوب

ومنذ منتصف الليل، شنت طائرات إسرائيلية غارات على بلدات ساحة ميفدون، ومدينة الخيام، وجبشيت، وعبا، ورومين، وأنصار في جنوبي لبنان، وأسفرت عن استشهاد مواطن في بلدة رومين، كما استشهد شاب آخر في بلدة بيت ليف التي شملتها الغارات، وفق الوكالة الوطنية للإعلام. 

وقالت الوكالة نفسها إن الطائرات الإسرائيلية الحربية استهدفت كذلك، مناطق دير الزهراني، وزبدين، وكفرصير، بالإضافة إلى خمسة غارات على وادي الحجير وكفرشوبا.

وأشارت الوكالة إلى أن بلدتي عنقون وعرب الجل شهدتا حركة نزوح إلى مناطق صيدا وإقليم الخروب، بعد ورود اتصالات مشبوهة بالإخلاء واتصالات لإخلاء 3 مبان في الصرفند. 

والمناطق التي ور ت إليها اتصالات بالإخلاء هي مدرسة مغدوشة وعنقون الغازية، فيما أكدت مصادر أمنية للوكالة أن هذه الاتصالات لا صحة لها على الإطلاق، وسط أجواء من البلبلة والفوضى وصلت حتى العاصمة بيروت.

معارك ضارية وقتلى في صفوف الاحتلال

من جهة أخرى، وبعد أن أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الأربعاء أنّ حزبه لن يقبل أن تملي إسرائيل شروطها لوقف الحرب في لبنان، كرر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر موقف رئيس حكومته بنيامين نتنياهو بأن أي اتفاق يجب أن يضمن لإسرائيل "حرية التحرك" ضد حزب الله.

وميدانيًا، درات مواجهات ضارية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، حيث يواجه قوات الاحتلال صعوبة في التقدم عاجزًا عن تحقيق أي اختراق، وفق ما أشارت الوكالة الوطنية، كما يقوم الجيش الإسرائيلي خلال عملية توغله بقصف لأطراف بلدات ابل السقي، والقليعة ومرجعيون وبرج الملوك، في جنوبي لبنان. 

بالمقابل، أكدت إسرائيل مقتل عسكريين وإصابة 2 آخرين، بينهم ضابط برتبة عقيد، في معارك بجنوب لبنان، وقال الجيش الإسرائيلي، إن رائدًا في الجيش قتل خلال المعارك، وأضاف أنه في المعركة ذاتها، قُتل جندي آخر. 

"عالم آثار" إسرائيلي

وكان من الملفت أن الرائد الذي تحدثت عنه إسرائيل، ما هو إلا الرائد احتياط زئيف حنوك إيرليخ الذي يبلغ 70 عامًا، وهو عالم آثار وباحث جغرافي، وفق ما أشارت وسائل الإعلام العبرية. 

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الجيش الإسرائيلي قرر فتح تحقيق في دخول الرائد إيرليخ، الذي يعمل باحثًا جغرافيًا، إلى لبنان مع القوات المقاتلة.

وأوضحت: "يعتبر إرليخ، شخصية بارزة في دراسة أرض إسرائيل، وأحد مؤسسي المدرسة الميدانية في عوفرا (مستوطنة وسط الضفة الغربية كان يسكنها إيرليخ)، ومحرر سلسلة كتب: السامرة وبنيامين، وأبحاث يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)".

وأشارت إلى أن إيرليخ، رائد في قوات الاحتياط، تطوع للخدمة حتى بعد سن السبعين، لكنه دخل لبنان كمواطن. وعلى الرغم من ذلك، تقرر في الجيش الاعتراف به "شهيد عسكري" وإقامة مراسم عسكرية له، وفق المصدر ذاته.

وفي نفس المعركة، أصيب ضابط في الكتيبة 13، لواء غولاني بجروح خطيرة، وفق ذات المصدر. وبحسب الصحيفة العبرية، أصيب أيضًا رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم، بجروح متوسطة.

خسائر إسرائيلية

ومنذ بداية الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قُتل 802 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا (لم يدرج الجيش المسن إيرليخ ضمن حصيلة القتلى على موقعه الإلكتروني)، من بينهم 377 قتلوا منذ بدء الاجتياح البري للقطاع في 27 من الشهر ذاته، وفق بيانات الجيش الإسرائيلي.

فيما أصيب 5 آلاف و383 عسكريًا، بينهم ألفان و440 بالمعارك البرية، وفق موقع الجيش الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء حصيلة أكبر لخسائره بغزة ولبنان، ضمن حرب نفسية وحفاظا على معنويات الإسرائيليين.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها "حزب الله" بدأت عقب شنها حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفًا وكثافة، كما بدأت غزوًا بريًا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالًا عن 3 آلاف و558 شهيدًا و15 ألفا و123 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأربعاء.

المصادر:
وكالات
شارك القصة