تجري مساع دولية متواصلة على أكثر من مستوى من أجل إيجاد حل سريع لحل أزمة الغذاء العالمي الناتجة عن الحرب الروسية في أوكرانيا، وحدوث أزمة تصدير القمح.
ومن هذه المحاولات الزيارة الثانية التي قام بها وزير الخارجية الروسي إلى العاصمة التركية أنقرة بداية من يوم أمس الثلاثاء واجتماعه مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو.
ويقول المحلل السياسي يوسف كاتب أوغلو لـ"العربي" من اسطنبول: إن زيارة لافروف إلى تركيا تحمل أهمية قصوى ولديها ثلاث محاور أساسية من أهمها موضوع الأمن الغذائي العالمي المتماشي مع الآلية التركية لضمان تصدير الحبوب من أوكرانيا وروسيا إلى العالم.
ويشير أوغلو إلى أنه في محادثات اليوم تمت تفاهمت رباعية تلعب تركيا فيها دورًا وأساسيًا في ظل تفاقم المخاوف في موضوع أزمة الغذاء العالمي.
وسيتم من خلال التفاهمات التركية الروسية تأمين ممرات بحرية آمنة وتعاون تركي روسي أوكراني بالإضافة إلى مراقبة الأمم المتحدة، حسب قوله.
البحث عن ضمانات دولية
ويضيف يوسف أنه لن يكون هناك تسييس في هذه المراحل الهامة من المباحثات من أجل حصول طرف على مكاسب أكبر من الطرف الآخر حيث يضغط العالم بقوة من أجل المطالبة بتأمين موارد غذائية طبيعية وتركيا تلعب في هذا دورًا أساسيًا مع إشراف الأمم المتحدة في تحقيق ذلك.
كما يؤكد المحلل السياسي أن أنقرة تلعب دور الوسيط الإيجابي في الكثير من القضايا الدبلوماسية والعسكرية وهي اليوم تلعب دورًا مهمًا في ملف الأمن الغذائي.
ويقول: إن أوكرانيا بحاجة إلى وساطتها وهي تريد فقط ضمانات دولية وتثق بأنقرة وحكومة الرئيس أردوغان ووزير خارجيته. هذا بالإضافة إلى ضمانات دولية مثل الأمم المتحدة.
ويشير إلى أن كييف في موقف صعب اليوم بسب الحرب والحصار وسيكون عليها التجاوب مع الوساطة التركية ومقترحاتها التي ربما ستتوصل إلى اتفاقيات مكتوبة يتم تنفيذها على أرض الواقع.
وينوه كاتب أوغلو إلى قضية الألغام البحرية بكونها عملية لوجستية وضرورة حصول مبادرات تركية أوكرانية لإنهائها كون هذه النقطة ستستمح في تسريع تصدير الحبوب التي لا تجد طريقة لخروجها من أوكرانيا.
وينفي عدم وجود تخويل أوكراني للوساطة التركية وأنها دولة ضامنة، مشيرًا إن سلطات كييف ترحب بشكل دائم بدور أنقرة منذ بداية الأزمة. ويؤكد المحلل إلى أن تركيا ما تزال تلعب إلى اليوم دورًا كبيرًا في الوساطة وهي لاعب إقليمي مهم ومرحب به من طرفي الأزمة.
ويلفت إلى أن تركيا لم تفشل في إعادة الأطراف إلى طاولة الحوار وأن تباطؤ النتائج يعود إلى انعدام الثقة بين روسيا وأوكرانيا. وأنقرة مجرد دولة وسيطة ومحايدة.