أعلنت إيران، اليوم الثلاثاء، أن دفاعها الجوي اعترض وحذر طائرات مسيرة تابعة للقوات الجوية الأميركية، فوق بحر العرب، بعدما اقتربت من منطقة مناورات عسكرية بدأها الجيش الإيراني قبل يومين قرب مضيق هرمز الاستراتيجي.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن اللجنة الإعلامية لمناورة "ذو الفقار" أنّه "تم اعتراض وتحذير الطائرات الأميركية من طراز أم كيو-9 (المعروفة باسم ريبر) وآر كيو 4 (المعروفة باسم غلوبال هوك) بعد اقترابها من منطقة تنفيذ المناورات المشتركة ذو الفقار 1400" التي بدأت الأحد على سواحل جنوب شرق إيران.
وأوضحت أن الطائرات دخلت "منطقتي الاستطلاع للدفاع الجوي الإيراني (..) بينما كانت تحت مراقبة كاملة"، مضيفة أنها غيّرت مسارها "بعدما صمّم الدفاع الجوي على اعتراضها وتحذيرها".
وفي حين لم تحدد "إرنا" عدد المسيّرات، أشارت وكالة "فارس" الى أنهما كانتا اثنتين. وذكرت أن الطائرتين من طراز "RQ4" و"MQ-9"، جرى اعتراضهما بعد دخولهما نطاق منظومات الدفاع الجوية الإيرانية.
وأوضحت أن الحادثة جرت أثناء إجراء مناورات "ذو الفقار -1400" قبالة سواحل محافظة سيستان وبلوشستان، جنوب شرقي البلاد.
وجرى اعتراض المسيّرتين الأميركيتين وتحذيرهما، بحسب المصدر ذاته، بعد دخولهما منطقة FIR ونطاق ADIZ لمنطقة استطلاع الدفاع الجوي، وتم توجيه الإنذار لهما لهذا الغرض، مما دفعهما لتغيير مسارهما من حالة الاقتراب من حدود إيران.
ووفقًا للتلفزيون الإيراني، فإن المسيّرتين الأميركيتين جاءتا إلى المنطقة بهدف جمع معلومات حول مناورات "ذو الفقار -1400" التي تنظم بشكل سنوي.
وذكر أنه خلال إقامة مناورات "ذو الفقار 1400" للجيش الإيراني، جرى توجيه الإنذار لطائرات مسيرة أجنبية عدة مرات من قبل الدفاع الجوي الإيراني.
اختتام مناورات "ذو الفقار 1400"
ولم تذكر وسائل الإعلام الإيرانية طبيعة التحذير أو تاريخ وقوعه، إلا أنها أشارت الى أنه كان "جديًا" ودفع المسيّرات لتعديل مسارها "لئلا تقترب من حدود الجمهورية الإسلامية".
وأعلن التلفزيون الرسمي أن المناورات المشتركة في البر والبحر والجو التي بدأت الأحد، اختتمت اليوم الثلاثاء بعرض شاركت فيه سفن حربية وغواصات.
وامتدت المناورات على "مساحة تزيد عن مليون كيلومتر مربع شرق مضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي"، وفق وسائل الإعلام الرسمية التي نشرت على مدى اليومين الماضيين، صورًا لمروحيات ودبابات وأنظمة دفاع جوي وصاروخي وطائرات مسيّرة وقطع بحرية تشارك في المناورات السنوية.
وأتى انطلاق المناورات بعد أيام من إعلان الحرس الثوري الإيراني أنه أحبط مؤخرًا محاولة أميركية لمصادرة ناقلة محمّلة بنفط إيراني في بحر عمان.
من جهتها، قدّمت واشنطن رواية مغايرة، وأكدت أن سفنها "لم تبذل (..) أي جهد للاستيلاء على أي شيء"، وهي كانت فقط "تراقب الوضع عن كثب".
ليست الأولى من نوعها
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها القوات المسلحة الإيرانية تحذير طائرات مسيّرة أميركية تقترب من المجال الجوي لمناورات عسكرية.
وأفاد الجيش في سبتمبر/ أيلول الماضي، عن قيام طائرة مسيّرة إيرانية باعتراض ثلاث طائرات أميركية ودفعها "للابتعاد عن أجواء المناورات" التي كان يجريها في جنوب البلاد، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي الإيراني في حينه.
وشهدت منطقة الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز خلال الأعوام الماضية مناوشات بين العدوين اللدودين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة التي يتخذ أسطولها الخامس من البحرين مقرًا له.
وكانت إحدى أبرز محطات هذا التوتر في يونيو/ حزيران 2019، حين أعلنت إيران اسقاط طائرة أميركية مسيرة من طراز "آر كيو 4"، مؤكدة أنها انتهكت مجالها الجوي، الأمر الذي نفته واشنطن.
وتستعد إيران لاستئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية أواخر الشهر الجاري، في وقت طالبت فيه طهران واشنطن، يوم أمس الإثنين، بتقديم ضمانات بعدم تخليها عن الاتفاق في حال نجاح محادثاته، خلال الجولة المرتقبة بفيينا في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وتوقفت في يونيو/ حزيران الماضي، المحادثات النووية بعد انتخاب الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي، وهي محادثات كانت تهدف لبحث سبل إعادة الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاث سنوات وأعادت فرض عقوبات على طهران.