يوافق اليوم السبت 5 يونيو/ حزيران، الذكرى السنوية الـ54 لما يُعرف عربيًا باسم "النكسة" أو حرب عام 1967، التي انتهت بهزيمة إسرائيل للجيوش العربية، واحتلالها مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية والمصرية والسورية.
ورغم مرور هذه السنوات الطوال على الحرب، إلا أن تداعياتها ما تزال مستمرة، حيث تواصل إسرائيل احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان السورية، رغم صدور قرارات دولية عن مجلس الأمن تطالبها بالانسحاب منها.
وفي ذكرى النكسة، كشفت هيئة فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى أنّ الاحتلال الإسرائيلي اعتقل نحو مليون فلسطيني منذ العام 1967، بينهم 226 أسيرًا استشهدوا داخل سجونه، وأكثر من 50 ألف طفل.
يذكر أنّ إسرائيل تعتقل حاليًا نحو 4650 فلسطينيًا، بينهم 39 سيدة، ونحو 180 قاصرًا، حسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، فيما بلغ عدد المعتقلين إداريًا نحو 500، بحسب مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.
مليون معتقل.. كيف توزّعوا؟
ووفقًا لتقرير لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، فإنّ عدد حالات الاعتقال في صفوف الفلسطينيين منذ الخامس من يونيو 1967 بلغ نحو مليون، بينهم أكثر من 17 ألف من الفتيات والنساء والأمهات، وما يزيد على 50 ألفًا من الأطفال.
وأوضحت الهيئة في بيان أن جميع من مرّوا بتجربة الاعتقال من الفلسطينيين، كانوا قد تعرضوا - على الأقل - إلى شكل من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والمعاملة القاسية.
وفيما يتعلق بسياسة الاعتقال الإداري، أوضحت الهيئة أن عدد قرارات الاعتقال الاداري منذ العام 1967 تقدر بأكثر من 54 ألف قرار، ما بين قرار جديد وتجديد للاعتقال الاداري.
226 شهيدًا في سجون الاحتلال
كما بينت أنه منذ الخامس من يونيو 1967 ارتقى نحو 226 أسيرًا شهداء في سجون الاحتلال، منهم 73 استشهدوا نتيجة التعذيب، و71 بسبب الإهمال الطبي، و75 نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال، و7 آخرين بعد إصابتهم برصاصات قاتلة، وهم داخل السجون.
ولفتت إلى مئات آخرين توفوا بعد الإفراج عنهم بفترات قصيرة متأثرين بأمراض جراء التعذيب، والإهمال الطبي، وسوء المعاملة، بالإضافة إلى الكثيرين من الأسرى والمحررين كان السجن سببًا رئيسيًا في التسبب لهم بإعاقات جسدية ونفسية أو حسية (سمعية وبصرية)، ومنهم من لا تزال آثارها حاضرة في حياته.
الاعتقالات "سياسة ثابتة" للاحتلال
وأكدت أنّ الاحتلال الاسرائيلي اعتمد الاعتقالات سياسة ثابتة منذ احتلاله لباقي الأراضي الفلسطينية في الخامس من يونيو/ حزيران عام 1967، وغدت سلوكًا دائمًا، وظاهرة يومية، وجزءًا أساسيًا من حياة الفلسطينيين الذين عانوا وما زالوا يعانون الاعتقالات وعواقبها.
وفي السياق، طالب رئيس الهيئة قدري أبو بكر المجتمع الدولي بالخروج عن صمته، والتحرك الفوري لوضح حد لجريمة الاعتقالات المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، منذ ما يقارب 54 عامًا.
وأضاف أبو بكر: "كفى لهذا الصمت الذي ندفع ثمنه كل يوم من أعمار شبابنا وشاباتنا وأطفالنا ومناضلينا، وكفى لهذا الاحتلال الذي يدوس كل يوم الاتفاقيات والمواثيق الدولية، التي وجدت لصون كرامة الإنسان، وحماية حقوقه، ولكي يحيا بحرية وكرامة، وكفى لهذا الظلم الدولي لشعب يدفع فاتورة ظلمه واحتلاله من دمائه وأعماره".
"نكسة 1967" في سطور
وكانت الشرارة الأولى لحرب 1967 اندلعت، بعد إقدام سلاح الجو الإسرائيلي على شن هجوم مباغت على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء، 5 يونيو 1967.
واستغرقت هذه الحرب، التي نتجت عنها هزيمة الجيوش العربية، 6 أيام.
وأطلقت إسرائيل على هذه الحرب اسم "الأيام الستة"، وذلك من باب التفاخر بالمدة الزمنية القصيرة التي هزمت خلالها الجيوش العربية.
ويقول مؤرخون عرب: إن إسرائيل استغلت عدة أمور لتبرير شنها للحرب، ومنها إغلاق مصر لـ"مضايق تيران" بالبحر الأحمر في وجه الملاحة الإسرائيلية، وهو الأمر الذي اعتبرته "إعلانا مصريًا رسميًا للحرب عليها"، وذلك في 22 مايو/ أيار 1967.
ومع أنّ حرب 1967 انتهت عسكريًا، لكن تبعاتها السياسية والجغرافية لم تنتهِ بعد، حيث تواصل إسرائيل احتلال الضفة الغربية، ومحاصرة قطاع غزة، إلى جانب ضم القدس والجولان لحدودها، والمضي في المشاريع الاستيطانية بمدينة القدس.
وبحسب تقارير فلسطينية، فإن إسرائيل تستولي على 85% من أراضي فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27 ألف كيلومتر مربع، وتواصل نهب مقوماتها، فيما لم يتبقَ للفلسطينيين سوى 15% فقط، وتخضع للاحتلال الإسرائيلي.
ودمّرت إسرائيل خلال الحرب، وفق دراسات تاريخية، ما يقدّر بنحو 70 إلى 80% من العتاد العسكري في الدول العربية، فيما لحق الضرر بنحو 2 إلى 5% من عتادها العسكري.
وخلال الأيام الستة، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية وجنوب لبنان ومرتفعات الجولان السورية.
وترتب على "النكسة"، وفق إحصائيات فلسطينية، تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة؛ معظمهم نزح إلى الأردن.