أعلنت مجموعة "ويتش" المعنية بحقوق المستهلك في بريطانيا، أن صناعة ضخمة من المراجعات أو التوصيات (reviews) المزيفة المدفوعة تتغلغل إلى كبرى المنصات على غرار "غوغل" و"فيسبوك" و"تراستبايلوت".
وكجزء من تحقيق أجري في ذلك، أفادت "ويتش" بأنها تمكنت بكل سهولة من استخدام وسيط للمراجعات المزيفة، منح شركة وهمية على المنصات الثلاث السابقة عددًا كبيرًا من المراجعات الإيجابية المزيفة.
وقالت مجموعة حماية المستهلك: إنّ أحد الوسطاء أخبرها بأنه أنشأ حوالي 16 ألف مراجعة لأكثر من 550 مستهلكًا حول العالم، وهذا مؤشر إلى قطاع حيوي لا يتم التعامل معه بشكل مناسب من قبل عمالقة التكنولوجيا.
بدورها، ردّت "غوغل" على هذه المزاعم قائلة: إن سياساتها تنص على أنه يجب على المراجعات أن ترتكز على تجارب حقيقية وأنها تسعى للاستثمار في بناء التقنيات التي من شأنها مساعدة الأشخاص على إيجاد معلومات موثوقة على محرك البحث.
اكتشاف التقييم المزيف
وأكد المختص في التكنولوجيا الرقمية، جاد السليم، أن رد "غوغل" كان صائبًا لأن عملية اكتشاف أن التقييم مزيف من عدمه، تحتاج إلى جهود تقنية وبشرية هائلة.
وفنّد السليم في حديث إلى "العربي" من لندن، خطوات اكتشاف التقييمات الكاذبة، أبرزها التأكد إذا كان الحساب وهميًا أم حقيقيًا، إضافة إلى دراسة المدة الزمنية الموجودة بين التقييم السلبي والتقييمات الإيجابية الكثيرة التي أتت من بعده، وهو ما يعني أنها مدفوعة الأجر، فضلًا عن ملاحظة محتوى التقييم نفسه وإذا ما كان يتضمن أي عوامل تحفيزية لشراء المنتج.
وقال إنه إذا كانت اللغة المستخدمة في محتوى التقييم لافتة جدًا وخالية من الأخطاء، فهذا قد يدل أيضًا على الخداع، متحدثًا عن وجود شركات متخصصة في كتابة التقييمات.
لكنه أكد أنه يمكن للمنصات والمواقع الإلكترونية، استخدام ذكاء اصطناعي خاص بتحليل حقيقة المحتوى المكتوب.
وأشار السليم إلى أن 68% من الناس يقررون شراء منتج ما أو زيارة متجر بعد قراءة التقييمات وهو رقم كبير جدًا، يدل على أهمية كتابة المراجعات، كما من شأنها أن تسهم أيضًا بزيادة المبيعات بنسبة 18%، لافتًا في السياق نفسه إلى أن 84% من المستخدمين يصدقون التقييمات.