تقدّمت شركة "بلو أوريجين" للرحلات الفضائية التابعة للملياردير جيف بيزوس بشكوى في محكمة فدرالية أميركية ضد وكالة "ناسا" الفضائية، وذلك احتجاجًا على منحها "عقدًا مربحًا بشكل خاطئ" لشركة "سبيس إكس" التابعة للملياردير إيلون ماسك.
وتستعر معركة أصحاب المليارات على غزو الفضاء، إذ قالت Blue Origin: إن هناك "مشاكل جوهرية وغير عادلة" في الصفقة مع شركة إيلون ماسك.
وكانت وكالة ناسا قد قررت في أبريل/ نيسان منح الشركة الفضائية التابعة لماسك عقد بناء مركبة الهبوط على سطح القمر بقيمة 2.9 مليار دولار، واختارت أن تضم بصفقتها SpaceX وحدها وليس شركتين كما كان متوقعًا، وذلك لأسباب قالت "ناسا" إنها مرتبطة بنقص في التمويل.
#جيف_بيزوس يقاضي وكالة ناسا بسبب #إيلون_ماسك.. بينما لم تعلّق ناسا على الدعوى حتى الآن @AnaAlarabytv pic.twitter.com/Rml3wzxuxq
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 17, 2021
واستمرت حملة "بلو أوريجين" المملوكة من مؤسس شركة "أمازون"، لشهور وتأتي بعد أسابيع من قيام وكالة رقابة فدرالية بإلغاء احتجاج Blue Origin الأول على برنامج القمر.
أما في ما يتعلّق بالشكوى الحالية التي قدّمت أمس الإثنين، فيمكن أن يؤدي تحدي Blue Origin إلى توقف مؤقت آخر لعقد SpaceX وتأخير طويل جديد لسباق "ناسا"، التي تراهن على هبوط روادها على القمر بحلول عام 2024.
وقالت "بلو أوريجين": "نعتقد اعتقادًا راسخًا أنه يجب معالجة المشكلات الجوهرية في هذه الصفقة ونتائجها لاستعادة العدالة، وخلق المنافسة، وضمان عودة آمنة إلى القمر لأميركا".
كما اتهمت شركة بيزوس وكالة "ناسا" بإجراء "تقييم غير قانوني وغير صحيح" خلال إجراءات المناقصة الخاصة بالمشروع.
وفي بيان لشبكة "سي إن بي سي"، قال متحدث باسم وكالة "ناسا": إن "مسؤولي وكالة الفضاء يراجعون حاليًا تفاصيل القضية".
وكانت SpaceX المملوكة من ماسك تتنافس مع Blue Origin وDynetics، وكان متوقعًا أن تقوم "ناسا" بإتمام عقدين مع شركتين منهم، قبل أن تمنح وكالة الفضاء الأميركية عقدًا واحدًا فقط "لسبيس إكس" نتيجة تراجع في المخصصات المقررة للبرنامج من الكونغرس.
مناكفات بين المليارديرات
وفي شهر يوليو/ تموز الماضي، عرض جيف بيزوس تغطية ما يصل إلى ملياري دولار من تكاليف وكالة "ناسا" من أجل إعادة النظر في العقد، لكن عرضه قوبل بالرفض.
كما رفض مكتب الرقابة الحكومية شكوى مقدمة من شركة "بلو أوريجن" وشركة "دينيتك"، قائلًا: إن منح ناسا العقد إلى شركة واحدة فقط لا يعد "تصرفًا غير لائق".
وفي سلسلة من الرسوم البيانية المقارنة التي نشرت عبر تويتر، استعرضت Blue Origin "العدد غير المسبوق من التقنيات والتطويرات والعمليات التي لم تقم منافستها بمثيلها للهبوط على القمر".
وأصدرت شركة بيزوس الأسبوع الماضي رسمًا بيانيًا أوضح أن Starship هي "مركبة إطلاق لم تصل أبدًا إلى المدار ولا تزال قيد التصميم وتتمتع بميزات غير مسبوقة".
بدوره، ردّ ماسك على مخطط المعلومات الرسومي لشركة "بلو أوريجين"، كاتبًا بسخرية: "الشيء المحزن هو أنه حتى لو جعل سانتا كلوز هذه الأجهزة فجأة حقيقية ومجانية، فإن أول شيء تريد القيام به هو إلغاؤها".
The sad thing is that even if Santa Claus suddenly made their hardware real for free, the first thing you’d want to do is cancel it
— Elon Musk (@elonmusk) August 13, 2021
سباق الأغنياء إلى الفضاء
وفي شهر يوليو الفائت، انضمّ جيف بيزوس، الرجل الأكثر ثراءً في العالم، إلى نادي روّاد الفضاء على متن أول رحلة مأهولة لشركته "بلو أوريجين"، ما شكّل علامة فارقة جديدة في مجال السياحة الفضائية الوليدة.
ونجحت كبسولة "نيو شيبرد" التي طوّرتها "بلو أوريجين" في العودة إلى الأرض بعد رحلة سياحية إلى الفضاء، استغرقت 11 دقيقة.
#جيف_بيزوس يعود إلى الأرض بعد رحلة مشوقة إلى الفضاء استمرت قرابة 11 دقيقة#العربي_اليوم pic.twitter.com/SL6elWX0s5
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 20, 2021
لكن سبقه إلى الفضاء، شركة "برانسون" لسياحة الفضاء مطلع يوليو الماضي، حيث حملت كبسولة الشركة صاحبها رجل الأعمال الملياردير ريتشارد برانسون، الذي سافر إلى حافة الفضاء على متن الرحلة التجريبية لشركة "فيرجن غالاكتيك هولدنغز" يوم 11 يوليو الماضي.
أول رحلة إلى الفضاء لملياردير بريطاني، كيف جرت؟ pic.twitter.com/6gN2KlyrGY
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 11, 2021
ومن المقرّر، أن يستقلّ إيلون ماسك بدوره رحلة مقرّرة شهر سبتمبر/ أيلول المقبل للدوران حول الأرض، ويقول منتقدوه إن رحلته تحمل صعوبة أكبر من رحلتي بيزوس وبرانسون.